للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يحيى على العبث به، فغاظ ذلك إبراهيم، فقال: أمير المؤمنين أعلم خلق الله بهذا، فإن أبي أدبه، فقام المأمون من مجلسه مغضبا، ورفعت الملاهي وكلّ ما كان بحضرته. فأقبل يحيى بن أكثم على إبراهيم فقال له: أتدري ما خرج من رأسك؟

إني لأرى هذه الكلمة سببا في انقراضكم يا آل اليزيدي، قال إبراهيم: فزال عني السكر وسألت من أحضر لي دواة ورقعة فأحضرهما وكتبت إليه معتذرا بقولي:

أنا المذنب الخطّاء والعفو واسع

الأبيات المتقدمة، قال: فرضي وعفا عنه.

قال إبراهيم [١] : وكنت يوما بحضرة المأمون فقالت لي عريب على سبيل الولع: يا سلعوس، قال: وكان من يريد العبث بإبراهيم لقبه سلعوس، قال إبراهيم: فقلت لها:

قل لعريب لا تكوني مسلعسه ... وكوني كتتريف وكوني كمؤنسه

هذه أسماء جواري المأمون، قال: فقال المأمون على الفور:

فإن كثرت منك الأقاويل لم يكن ... هنالك شكّ أنّ ذلك وسوسه

فقال إبراهيم: كذا والله يا أمير المؤمنين قدّرت، وإياه أردت، وعجبت من فطنة المأمون وذهنه.

- ٤٤-

[الأثرم الفابجاني الأصبهاني]

: ذكره في «كتاب أصبهان» فقال: كان أحد


[٤٤]- ورد في الفهرست: ٦٢ من اسمه علي بن المغيرة الاثرم، وكنيته أبو الحسن، وقال فيه: روى عن جماعة من العلماء وعن فصحاء الأعراب وروى كتب أبي عبيدة والأصمعي؛ وقد وردت ترجمته في مصادر أخرى؛ وهذا الأثرم الاصبهاني- في تقديري- شخص آخر، لأن المؤلف نفسه سيترجم لعلي بن المغيرة في العليين (رقم: ٨٣٨) ولهذا أرى أن مرغوليوث قد وهم في الاشارة إلى عليّ هذا وبذلك ضلّل ناشري الطبعة المصرية، وفابجان من قرى أصبهان.
[١] الأغاني ٢٢: ٢٢٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>