للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٨٤٠]

[علي بن منصور بن عبيد الله الخطيبي]

المعروف بالأجل اللغوي، يكنى أبا علي، الأصبهاني الأصل بغدادي المولد والمنشأ: عالم فاضل لغوي فقيه كاتب مقيم بالنظامية، قرأ على ابن العصار وأبي البركات الأنباري وغيرهما، وتفقه على مذهب الشافعي بالنظامية، ولا أعلم له في زمانه نظيرا في علم اللغة، فإنه حدثني أنه كان في صباه يكتب كل يوم نصف جزء خمس قوائم من «كتاب مجمل اللغة» لابن فارس ويحفظه ويقرأه على علي بن عبد الرحيم السلمي المعروف بابن العصار، حتى أنهى الكتاب حفظا وكتابة، وحفظ «إصلاح المنطق» في أيسر مدة، وحفظ غير ذلك من كتب اللغة والفقه والنحو، وطالع أكثر كتب الأدب، وهو حفظة لكثير من الأشعار والأخبار ممتع المحاضرة، إلا أنه لا يتصدّى للاقراء، ولقد سألته في ذلك وخضعت إليه بكلّ وجه فلم ينقد لذلك، ولا يكاد أحد يراه جالسا، إنما هو في جميع أوقاته قائم على رجليه في النظامية، ولو جلس للاقراء لأحيا علوم الأدب ولضربت إليه آباط الإبل في الطلب. بلغني أن مولده سنة سبع وأربعين وخمسمائة. أنشدني أبو الحسن علي بن الحسين بن علي السنجاري يعرف بابن ذنابة، قال أنشدني الأجل علي بن منصور اللغوي لنفسه:

فؤاد معنّى بالعيون الفواتر ... وصبوة باد مغرم بالحواضر

سميران ذادا عن جفون متّيم ... كراها وباتا عنده شرّ سامر

وأنشدني قال أنشدني لنفسه:

لمن غزال بأعلى رامة سنحا ... فعاود القلب سكر كان منه صحا

مقسّم بين أضداد فطرّته ... جنح وغرّته في الجنح ضوء ضحى


(٨٤٠) - ترجمة الخطيبي في إنباه الرواة ٢: ٣٢١ وطبقات الأسنوي ٢: ٣٦٩ والوافى ٢٢: ٢٣٥ (وينقل عن ياقوت) وبغية الوعاة ٢: ٢٠٧ وكانت وفاة الخطيبي سنة اثنتين وعشرين وستمائة.

<<  <  ج: ص:  >  >>