للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إني أرى قوما يقولون الشعر لأن يكشف أحدهم سوءته ثم يمشي كذلك في الطريق أحسن له من أن يظهر مثل ذلك الشعر، وقد قلت شعرا أعرضه عليك، فإن كان جيدا أظهرته، وإن كان رديئا سترته، فأنشده قوله:

طرقتك زائرة فحيّ خيالها

فقال له يونس: يا هذا اذهب فأظهر هذا الشعر فأنت والله فيه أشعر من الأعشى في قوله:

رحلت سميّة غدوة أجمالها

فقال له مروان: سررتني وسؤتني، سررتني بارتضائك شعري، وساءني تقديمك إياي على الأعشى وأنت تعرف محلّه، فقال له يونس: إنما قدمتك عليه في تلك القصيدة لا في شعره كله لأنه قال فيها:

فأصاب حبة قلبها وطحالها

والطحال لا يدخل في شيء إلا أفسده، وقصيدتك سليمة من هذا وشبهه.

وليونس أخبار كثيرة يطول ذكرها. ومن تصانيفه: كتاب معاني القرآن الكبير.

معاني القرآن الصغير. كتاب اللغات. كتاب النوادر. كتاب الأمثال.

وكان مولده سنة ثمانين ومات سنة اثنتين وثمانين ومائة عن مائة سنة وسنتين.

[[١٢٦٣] يونس بن سالم بن يونس الخياط القرشي]

وقيل الهذلي بالولاء: من مخضرمي الدولتين الأموية والعباسية كان شاعرا مجيدا ظريفا ماجنا خبيث الهجاء، وكان منقطعا إلى آل الزبير بن العوام، وقدم على المهدي مع عبد الله بن مصعب بن الزبير فأوصله إليه وتوسل له إلى أن سمع المهدي شعره ووصله. وكان يونس عاقّا لأبيه وكان


[١٢٦٣] الأغاني ١٩: ٢٧٣ (عبد الله بن محمد بن سالم وقيل يونس بن سالم، وهذه الترجمة حقها أن تكون في معجم الشعراء) .

<<  <  ج: ص:  >  >>