ومن حديثي بكم قالوا به مرض ... فقلت لا زال عني ذلك المرض
وقال:
ولما إلى عشر تسعين صرت ... وما لي إليها أب قبل صارا
تيقنت أني مستبدل ... بداري دارا وبالجار جارا
فتبت إلى الله مما مضى ... ولن يدخل الله من تاب نارا
وكان مولد ابن أبي الصقر في ذي القعدة سنة تسع وأربعمائة وتوفي يوم الخميس رابع عشر جمادى الأولى سنة ثمان وستين وأربعمائة.
[١٠٨٧] محمد بن علي بن عمر أبو منصور بن الجبّان:
أحد حسنات الريّ وعلمائها الأعيان، جيد المعرفة باللغة باقعة الوقت وفرد الدهر وبحر العلم وروضة الأدب، تصانيفه سائرة في الآفاق، كان من ندماء الصاحب ابن عباد ثم استوحش منه.
وصنف ابنية الأفعال. وشرح الفصيح «١» . والشامل في اللغة، قرىء عليه في سنة ست عشرة وأربعمائة.
قال ابن منده: قدم أصبهان فتكلم فيه من قبل مذهبه وقرىء عليه «مسند» الروياني بسماعه من جعفر بن فناكي، وابتلي بحبّ غلام يقال له البركاني، فاتفق أن الغلام حجّ فلم يجد بدا من مرافقته فلما أحرم قال: اللهم لبيك اللهم لبيك، والبركاني ساقني إليك. وابتلي بفراقه وبرّح به فكتب إليه:
يا وحشتي لفراقكم ... أترى يدوم عليّ هذا
الموت والأجل المتا ... ح وكان معضلة ولا ذا
ومن كلامه: قياسات النحو تتوقف ولا تطّرد كقميص له جربّانات فصاحبه كلّ ساعة يخرج رأسه من جربانه.
[١٠٨٧] ترجمة ابن الجبان في إنباه الرواة ٣: ١٩٤ والوافي ٤: ١٨٠ وبغية الوعاة ١: ١٨٥.