للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا مبصرا عميت نواظر فهمه ... عن كنه عرضي في البديع وطولي

لو كنت تعقل ما جهلت مقاومي ... من ضاق فرسخه بخطوة ميلي

ولئن ثلبت الشعر وهو أباطل ... فلقد ثلبت حقائق التنزيل

وخلعت ربق الدين عنك منابذا ... ولبست ثوب الزيغ والتعطيل

فأقمت للجهال مثلك في الغبا ... علما مشيت أمامه برعيل

ومن المغايظ أن تكون مقلّدا ... علما ولو مقدار وزن فتيل

تعتلّ في الأمر الصحيح معاندا ... أبدا وفهمك علة المعلول

وتظن أنك من فنوني موسر ... وكثير شأنك لا يفي بقليلي

سيسلّ روحك من خبيث قراره ... تأثير هذا الصارم المصقول

وأخصّ سيف الدولة الملك الرضى ... ليعيد عقد رباطك المحلول

وأريك رأي العين أنك ذرّة ... عبثت بها منّي قوائم فيل

- ٣٥-

[إبراهيم بن محمد بن محمد بن أحمد]

بن علي بن الحسين بن علي بن حمزة بن يحيى بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب أبو علي، والد أبي البركات عمر النحوي صاحب «كتاب شرح اللمع» : من أهل الكوفة، له معرفة حسنة بالنحو واللغة والأدب وحظّ من الشعر جيد من مثله؛ مات فيما ذكره السمعاني عن ابنه أبي البركات في شوّال سنة ست وستين وأربعمائة، ودفن بمسجد السهلة عن ست وستين سنة، وكان قد سافر إلى الشام ومصر وأقام بها مدة، ونفق على الخلفاء بمصر، ثم رجع إلى وطنه الكوفة إلى أن مات بها. وجدت بخط أبي سعد السمعاني، سمعت أبا البركات عمر بن إبراهيم، سمعت والدي يقول:

كنت بمصر وضاق صدري بها فقلت [١] :


[٣٥]- ترجمة الشريف إبراهيم والد أبي البركات في مصورة ابن عساكر ٢: ٥٤٤ وتهذيبه ٢: ٢٩٦ وإنباه الرواة ١: ١٨٥ والوافي ٦: ١١٩ وبغية الوعاة ١: ٤٣٠.
[١] إنباه الرواة ١: ١٨٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>