للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أأنشب كفي في الرّحى ثمّ أرتجي ... خلاصا لها إني إذن لرقيع

قال: فأيس منه الحاكم حينئذ. فمما أنشده في حال خروجه من مصر:

ونفسك فز بها إن خفت ضيما ... وخلّ الدار تندب من بكاها [١]

فإنك واجد أرضا بأرض ... ولست بواجد نفسا سواها

وله [٢] :

الله يعلم ما إثم أردت به ... إلا ونغّصه خوفي من النار

وإنّ نفسي ما همّت بمعصية ... إلا وقلبي عليها عاتب زار

- ٣٨٢-

[الحسين بن علي بن الحسين]

المعروف بابن الخازن الكاتب أبو الفوارس صاحب الخط المليح المشهور بالجودة: كان يسكن بغداد بدرب حبيب. وكان مشتهرا بلعب النرد. مات فجأة في سنة اثنتين وخمسمائة. وعرفت أنه كتب خمسمائة نسخة لكتاب الله عز وجل ما بين جامع وربعة. وكتب بالأغاني الكبير ثلاث نسخ.

ومن العجائب أن دار ابن الخازن بدرب حبيب طلبت منه في سنة ثمانين وأربعمائة بألف دينار فلم تسمح نفسه ببيعها، ثم التمس بعد ذلك من يشتريها بثلاثمائة دينار فلم يتهيأ له ذلك، فلما توفي حصلت من حقوق بيت المال فبيعت بمبلغ ستمائة وخمسين دينارا. وهذه حال التركات، فمن شعره:

لا تركننّ إلى الزمان فما بقي ... من كان قبلك واثقا بزمان

صن قدر ما أوليته من نعمة ... فالدهر والأيام ذو حدثان


[٣٨٢]- هذه الترجمة من المختصر وانظر ترجمته في تاريخ ابن الأثير ١٠: ٤١٥ وقال إنه توفي عن سبعين سنة؛ والوافي ١٢: ٤٤٠ ووفيات الأعيان ٢: ١٩١ وكتاب الروضتين ١: ٢٩ والبداية والنهاية ١٢: ١٧٠.
[١] لعل الصواب: من بناها.
[٢] الذخيرة ٤: ٥١٣ ونسبها الشريشي (٥: ٣٥٨) لابن المعتز (القطعة: ٤٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>