[[٦٥٧] عبد الله بن عبد الله الصفري، يكنى أبا العباس:]
أديب فاضل أريب شاعر ناثر. لقي أعيان المشايخ وأخذ عنهم الأدب، منهم ابن خالويه، وأبو علي الفارسي [والزجاجي] وكان من شعراء سيف الدولة بن حمدان.
مرض أبو فراس ابن حمدان فلم يعده أبو العباس الصفري فكتب إليه أبو فراس يستبطئه عن عيادته «١» .
إني مرضت فلم يعدني عائد ... ممن قضيت حقوقه فيما مضى
إن الحقوق وإن تطاول عهدها ... دين يحلّ وواجبات تقتضى
لولا الجميل وحفظ ما أسلفتم ... يا ظالميّ لقلت لا بعد الرضى
يا تاركين عيادتي بتعمد ... إن تمرضوا لا تعدموا مني القضا
فأجابه أبو العباس الصفري:
شكوى الأمير لما شكاه مودع ... أحشاءنا وقلوبنا جمر الغضا
ما في السويّة أن نراه يشتكي ... ما العدل إلا أن تصحّ ونمرضا
عوّضت من ألم ألمّ سلامة ... إن السلامة خير شيء عوّضا
فانهض بمجد أنت محيي رسمه ... فالمجد ليس بناهض أو تنهضا
وحضر مجلس سيف الدولة، وعنده القاضي أبو حفص قاضي حلب وجرى ذكر هذين البيتين المشهورين:
وليس صرير النعش ما تسمعانه ... ولكنه أصلاب قوم تقصّف
وليس نسيم المسك ريّا حنوطه ... ولكنه ذاك الثناء المخلّف
[٦٥٧]- هذه الترجمة من المختصر، وانظر الوافي ١٧: ٢٩٧ (وهو متابع لما أورده ياقوت دون إخلال بشيء) .