للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأجمع الناس على أن ذلك هجو في كافور لأنه أعلمه أنه تقدّم بغير سبب، وابن زولاق هجاني على لسان صاحب الشريعة صلى الله عليه وسلّم فما أمكنني السكوت، وكان في نفسي شيء فجعلت كلامه سببا.

قال أبو عبد الله الزينبي: فأشهد أن الوزير لم ينقض يومه حتى تكلّم بمثل كلامي الذي أوردته عن النبي صلى الله عليه وسلّم وذلك أن رجلا عرض عليه رقعة فقال: كم رقاع؟

كم حرص؟ هو ذا الرجل يطوف البلدان، ويتقلّب في الدول ويسافر فلا ينجح، وآخر يأتيه أمله عفوا، قد فرغ الله من الأرزاق والآجال والمراتب ومن الشقاوة والسعادة، ثم التفت إليّ وضحك وقطع كلامه.

قال ابن زولاق: وكنت هنّأت ابن رشيق بهذه التهنئة في مجلس عظيم حفل حين جاءته الخلع من بغداد والتقليد وألبسوه، ورويت له هذا الخبر فبكى وشكر، وحسدني على ذلك أكثر الحاضرين، وكافأني عليه أحسن مكافأة.

[٣٠٢]

[الحسن بن أحمد بن يعقوب، يعرف بابن الحائك الهمداني]

، من


[٣٠٢]- رفع القفطي (إنباه ١: ٢٧٩) في نسبه وأفاض في ترجمته، وقال إن تلقيبه بابن الحائك مأخوذ من حوك الشعر، كما يعرف بالنسابة وبابن ذي الدمينة (أحد اجداده) ، كان آباؤه ينزلون المواشي من بلاد بكيل ثم انتقل داود بن سليمان بن ذي الدمينة إلى الرحبة من نواحي صنعاء، ثم إلى صنعاء وبها ولد الحسن ونبغ في علوم كثيرة فهو منجم طبيب نسّابة شاعر فقيه عارف بالأحجار، وأقام زمانا في ريدة، وفترة أخرى في صعدة، وتجوّل كثيرا في البلدان؛ وسجن لأسباب سياسية فيما يبدو، ومن كتبه التي لم يذكرها ياقوت: كتاب السير والأخبار، وكتاب اليعسوب في فقه الصيد وحلاله وحرامه، وكتاب سرائر الحكمة وقد نشره الأستاذ محمد علي الأكوع؛ وانظر في ترجمته أخبار الحكماء: ١١٣ وطبقات صاعد: ٥٨ وبغية الوعاة ١: ٤٩٨ وأعاد ترجمته ١: ٥٣١ (باسم الحسين) ومجلة المجمع العلمي العربي ٢٥: ٦٢ حيث أثبت الشيخ حمد الجاسر أنه لم يمت في سجن صنعاء وإنما توفي بعد خروجه من السجن؛ وفي سنة ١٩٨١ عقدت جامعة صنعاء مؤتمرا في ذكرى الهمداني، وألقيت في المؤتمر بحوث قيمة (وحتى الآن لم تظهر مجموعة) ؛ وانظر أيضا مقدمة الجزء الأول من الأكليل في ترجمته.

<<  <  ج: ص:  >  >>