للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفصل الأول في فضل الأدب وأهله وذمّ الجهل وحمله

قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه [١] : كفى بالعلم شرفا أنه يدّعيه من لا يحسنه، ويفرح إذا نسب إليه من ليس من أهله، وكفى بالجهل خمولا أنه يتبرأ منه من هو فيه ويغضب إذا نسب إليه، فنظم بعض المحدثين ذلك فقال:

كفى شرفا للعلم دعواه جاهل ... ويفرح أن يدعى إليه وينسب

ويكفي خمولا بالجهالة أنني ... أراع متى أنسب إليها وأغضب

وقال رضي الله عنه: قيمة كل إنسان [٢] ما يحسن، فنظمه شاعر وقال [٣] :

لا يكون الفصيح مثل العييّ ... لا ولا ذو الذكاء مثل الغبيّ

قيمة المرء قدر ما يحسن المر ... ء قضاء من الإمام عليّ

وقال كرم الله وجهه [٤] : كلّ شيء يعزّ إذا نزر ما خلا العلم فإنه يعز إذا غزر.

ومرّ [٥] عمر بن الخطاب رضي الله عنه على قوم يسيئون الرمي فقرّعهم فقالوا: إنا قوم


[١] المحاسن والمساوىء: ٣٩٩ وورد هنالك البيت الثاني المتصل بالخبر.
[٢] ر: امرىء.
[٣] قول علي ومعه البيتان في أدب الدنيا والدين: ٤٢ وورد البيتان منسوبين للخليل في قطعة طويلة في بهجة المجالس ١: ٦٥ وهما في جامع بيان العلم: ١٦٢ وكلمة عليّ في البيان والتبيين ١: ٨٣، ٢: ٧٧ والتذكرة الحمدونية ١: ٢٤١ وربيع الأبرار ٣: ١٩٢. وسترد الأبيات في ترجمة الخليل.
[٤] ورد القول دون نسبة في محاضرات الراغب ١: ٥١.
[٥] الخبر في محاضرات الراغب ١: ٦٧ (عن عثمان) .

<<  <  ج: ص:  >  >>