وقيل ابن خلاد بن ياسر بن سليمان، الهاشمي بالولاء، أبو عبد الله المعروف بأبي العيناء الاخباري الأديب الشاعر: روى عن أبي عاصم النبيل، وسمع من الأصمعي وأبي عبيدة وأبي زيد الأنصاري والعتبي وغيرهم، وحدث عنه الصولي وابن نجيح وأحمد بن كامل وآخرون. وكان فصيحا بليغا من ظرفاء العالم، آية في الذكاء واللّسن وسرعة الجواب. فمن لطائفه أنه شكا تأخر أرزاقه إلى عبيد الله بن سليمان فقال له: ألم نكن كتبنا لك إلى ابن المدبر، فما فعل في أمرك؟ قال: جرّني على شوك المطل، وحرمني ثمرة الوعد، فقال: أنت اخترته، فقال: وما علي وقد اختار موسى قومه سبعين رجلا فما كان منهم رشيد فأخذتهم الرّجفة، واختار النبي صلى الله عليه وسلم ابن أبي سرح كاتبا فلحق بالمشركين مرتدا، واختار علي بن أبي طالب أبا موسى الأشعري حكما فحكم عليه.
وحجبه بعض الأمراء ثم كتب اليه يعتذر منه، فقال: تجبهني مشافهة وتعتذر إليّ مكاتبة.
وقال: أخجلني ابن صغير لعبد الرحمن بن خاقان، قلت له: وددت أن لي ابنا مثلك، قال: هذا بيدك، قلت: كيف ذلك؟ قال: تحمل أبي على امرأتك فتلد لك ابنا مثلي.
وبلغه أن المتوكل قال «١» : لولا أنه ضرير لنادمناه، فقال: إن أعفاني من رؤية
[١١٠٠] ترجمة أبي العيناء في طبقات ابن المعتز: ٤١٥ والفهرست: ١٣٨ وتاريخ بغداد ٣: ١٧٠ والمنتظم ٥: ١٥٦ وابن خلكان ٤: ٣٤٣ وميزان الاعتدال ٤: ١٣ وعبر الذهبي ٢: ٦٩ وسير الذهبي ١٣: ٣٠٨ والوافي ٤: ٣٤١ والبداية والنهاية ١١: ٧٣ ولسان الميزان ٥: ٣٤٤ وشذرات الذهب ٢: ١٨٠ ونوادره مبثوثة في كتب الأدب وخاصة في البصائر للتوحيدي وقد جمعها صاحب نثر الدر في موضع واحد من كتابه؛ (٣: ١٩٥- ٢٣١) وفي أيامنا هذه قام بجمع أخباره ونوادره د. أبو سويلم (بجامعة مؤتة) كما جمعته د. ابتسام مرهون الصفار، بغداد ١٩٨٨ ولمحمد بن ناصر العبودي كتاب في أخباره، دار اليمامة ١٩٧٨.