للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وله:

يد موسى تذمّ صحبة فيه ... هو يمحو سطور ما توليه

يبعث النائل الحليم فيقفو ... هـ بمنّ على العفاة سفيه

ليت أن المشيب مهديه موسى ... وهو مسترجع لما يهديه

كأخيه الزمان يأخذ ما يع ... طي وما ضلّ مقتد بأخيه

وله:

وما قلت إلا ما علمت ولم أكن ... كحامد ورد لم يذق طعم غبّه

وذنب زماني أهله غير أنني ... أراك له عذرا محا شطر ذنبه

[٨٥٧]

[علي بن يوسف يعرف بابن البقال]

يكنى أبا الحسن: قال أبو عبد الله الخالع: هو من أهل بغداد وممن نادم المهلبي ونفق عليه، وكانت له محاضرة حسنة وبضاعة في الأدب صالحة، وطبقة في الشعر جيدة، يذهب مذهب النامي في التطبيق والتجنيس وطلب الصنعة، وكان بكثرة نوادره ومزاحه مستطابا متقبّلا، وكان حسن اليسار جميل الزيّ يلبس الدرّاعة، وخلّف لما مات ما يزيد على مائة ألف درهم، وكانت وفاته في أيام شرف الدولة بن عضد الدولة، ومنزله في سكة العجم من الزبيدية بالجانب الغربي من مدينة السلام، وخلّف ابنة وزوجة، فأحبت امرأته أحد بني المنجم وزوّجت ابنتها به فأنفقت المال عليه، وماتت الزوجة ولازمته أمها تخدمه كما تخدم المنقطعات.

قال: وكان ابن البقال بخيلا جشعا، وكان يلقاني في أيام عضد الدولة فيقول:

يا سيدي ما عندك من حديث الشعراء؟ فأقول: قد أمر لهم بمال ولك بجائزة سنية منها كذا وكذا ومنها كذا وكذا، وأكثر عليه فيقول:

منى إن تكن حقا تكن أحسن المنى ... وإلا فقد عشنا بها زمنا رغدا


(٨٥٧) - ترجمة ابن البقال في الوافي ٢٢: ٣٣٦ وذكره أبو حيان في أخلاق الوزيرين: ١٩٤، ٤١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>