وكتب إلى آخر: من اجتمع فيه من خلال الفضل ما اجتمع فيك، وانحاز إلى نواحيك، لم يخش المطنب في الثناء عليك أن يكون مفرطا كما لا يأمن أن يكون مفرّطا، فالاعتراف بالعجز عن بلوغ استحقاقك، من التقريظ أولى من الاطناب الذي غايته التقصير ومآله إلى الحشو.
[٩٢٣]
[كيسان بن المعرف النحوي أبو سليمان الهجيمي]
قالوا: كان يخرج معنا إلى الأعراب فينشدونا، فيكتب في ألواحه غير ما «١» ينشدونا، وينقل من ألواحه إلى الدفاتر غير ما فيها، ثم يحفظ من الدفاتر غير ما نقله إليها، ثم يحدّث بغير ما حفظ.
وذكر أبو الطيب في «كتاب مراتب النحويين» عن الأصمعيّ قال: كيسان ثقة ليس بمتزيد، وقد أخذ عن الخليل.
وحدث أبو العيناء قال، قال كيسان لخلف الأحمر: يا أبا محرز المخبّل كان شاعرا أو من بني ضبة؟ فقال: يا مجنون صحّح المسألة حتى يصحّ الجواب.
وحدث أبو حاتم قال: قال أبو زيد يوما في مجلسه، وكانت العرب تقول: ليس لحاقن رأي، فقال كيسان: ولا لمنعظ، فقال أبو زيد: ما سمعناه ولكن اكتبوه فإنه حق.
وكان كيسان من الطياب المزاحين، قال أبو زيد: جاء صبي إلى كيسان يقرأ عليه شعرا حتى مرّ ببيت فيه ذكر العيس، قال: الابل البيض التي «٢» يخلط بياضها حمرة، قال: وما الابل؟ قال: الجمال، قال: وما الجمال؟ فقام على أربع ورغا في المسجد وقال: الذي تراه طويل الرقبة وهو يقول بوع.
(٩٢٣) - ترجمته في مراتب النحويين: ١٣٩ وطبقات الزبيدي: ١٧٨ وإنباه الرواة ٣: ٣٨ (وقال ان اسمه معرف بن دهشم) والوافي للصفدي (خ) وبغية الوعاة ٢: ٢٦٧ وإشارة التعيين: ٢٧١.