كان شيخ القرّاء في وقته، والمقدم منهم على أهل عصره، مات فيما ذكره الخطيب في شعبان سنة أربع وعشرين وثلاثمائة، ودفن في مقبرة باب البستان من الجانب الشرقي، ومولده في ربيع الآخر سنة خمس وأربعين ومائتين.
قال الخطيب: وحدث عن عبد الله بن أيوب المخرمي «١» ومحمد بن الجهم السمري وخلق غيرهما. وحدث عنه الدارقطني وأبو بكر الجعابي وأبو بكر ابن شاذان وأبو حفص ابن شاهين وغيرهم. وكان ثقة مأمونا يسكن بالجانب الغربي نحو مربعة الخرسي.
حدث أبو بكر الخطيب قال، قال ثعلب النحوي في سنة ست وثمانين ومائتين:
ما بقي من عصرنا هذا أعلم بكتاب الله من أبي بكر ابن مجاهد.
وحدث أبو بكر المحبري «٢» قال: صليت خلف أبي بكر ابن مجاهد صلاة الغداة فاستفتح بقراءة الحمد، ثم سكت، ثم استفتح ثانية ثم سكت، ثم ابتدأ بالقراءة فقلت: أيها الشيخ رأيت اليوم منك عجبا، فقال لي: شهدت المكان؟ فقلت:
نعم، فقال: أشهدك الله إن حدثت به عني إلى أن أوارى تحت أطباق الثرى، ثم قال لي: يا بني ما هو إلا أن كبّرت تكبيرة الإحرام حتى كأني بالحجب قد انكشفت ما بيني وبين ربّ العزة تعالى سرّا بسرّ، ثم استفتحت بقراءة الحمد فاستجمع كلّ حمد لله في كتابه ما بين عينّي فلم أدر بأيّ الحمدلة ابتدىء.
وحدث عيسى بن علي بن عيسى الوزير قال: أنشدني أبو بكر ابن مجاهد، وقد
[٢٠٠]- ترجمة ابن مجاهد في الفهرست: ٣٤ وتاريخ بغداد ٥: ١٤٤- ١٤٨ والمنتظم ٦: ٢٨٢ وطبقات الجزري ١: ١٣٩ وسير الذهبي ١٥: ٢٧٢ وعبر الذهبي ٢: ٢٠١ والوافي ٨: ٢٠٠ والشذرات ٢: ٣٠٢ ومرآة الجنان ٢: ٢٨٨ وطبقات السبكي ٣: ٥٧.