أليس بياض الأفق في الليل مؤذنا ... بآخر عمر الليل إذ هو أسفرا
كذاك سواد النبت يقرب يبسه ... إذا ما بدا وسط الرياض منوّرا
ودخلت إلى كمال الدين المذكور يوما فقال لي: ألا ترى أنا في السنة الحادية والثلاثين من عمري وقد وجدت في لحيتي شعرات بيضا، فقلت أنا فيه:
هنيئا كمال الدين فضلا حبيته ... ونعماء لم يخصص بها أحد قبل
لداتك في شغل بداعية الصبا ... وأنت بتحصيل المعالي لك الشغل
بلغت لعشر من سنينك رتبة ... من المجد لا يسطيعها الكامل الكهل
ولما أتاك الحلم والفهم ناشئا ... أشابك طفلا كي يتمّ لك الفضل
[٨٦٢]
[عمر بن ثابت أبو القاسم الثمانيني النحوي الضرير:]
إمام فاضل وأديب كامل، أخذ عن أبي الفتح ابن جني، وكان خواص الناس في ذلك الوقت يقرءون على أبي القاسم عبد الواحد بن برهان الأسدي، وعمومهم يقرءون على الثمانيني. مات الثمانيني في سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة في خلافة القائم بأمر الله، وهو منسوب إلى سوق ثمانين، بليد صغير بأرض جزيرة ابن عمر بأرض الموصل من ناحية قردى، يقال إنها أول مدينة بنيت بعد الطوفان، وسميت بذلك لأنهم زعموا أن الذين نجوا من السفينة كانوا ثمانين آدميا.
وله من التصانيف: كتاب شرح اللمع. كتاب المفيد «١» في النحو. كتاب شرح التصريف الملوكي.
وجدت في بعض الكتب أن أول قرية بنيت بعد الطوفان ثمانين، وإنما سميت
(٨٦٢) - ترجمة الثمانيني في نزهة الألباء: ٢٥٦ والمنتظم ٨: ١٤٦ ومعجم البلدان (ثمانين) وابن خلكان ٣: ٤٤٣ وعبر الذهبي ٣: ٢٠٠ والوافي ٢٢: ٤٤٣ ونكت الهميان: ٢٢٠ ومرآة الجنان ٣: ٦١ والبداية والنهاية ١٢: ٦٢ والبلغة: ١٧١ وبغية الوعاة ٢: ٢١٧ والشذرات ٣: ٢٦٩ وإشارة التعيين: ٢٣٨.