: هو لقب ولا أعرف اسمه، ولم أجد له ذكرا إلا ما ذكره أبو بكر المبرمان في الباب من كتابه:«في نكت كتاب سيبويه» في الفرق بين الكلم والكلام فقال:
وقال لي الملقب بأخثاء وكان أحد من رأينا من النحويين الذين صحت لهم القراءة على أبي عثمان المازني، وكان موصوفا في أول نظره بالبراعة مسلّما له استغراق الكتاب على أبي عثمان، ثم أدركته علة فقصر عن الحال الأولى أنا حاكيه، ورأيت أنا أبا العباس ثعلبا يروم ذلك وهو ان كل ما لفظ به ينقسم أقساما ثلاثة، قسم منه يكون للحدث ولأسماء المحدثين ولأسماء الأمكنة والأزمنة التي تقع فيها الأحداث ولا اسم للجنس فيه وذلك نحو الضرب والقتل والأخذ والكلام وما أشبه ذلك، فإذا سئلت عن شيء من هذا فقيل لك: ما هو؟ فجوابه أن تذكر الحدث المنقضي مع الزمان.
وصنف منه يكون للأجناس ولا اسم للاحداث فيه ولا يكون حدثا وهو كقولك سفرجلة وسفرجل فإذا سئلت عن ذلك فجوابه ان تخبر عن صفة الشيء فتقول: هو الذي لونه كذا وجسمه كذا ومركّب من كذا. وصنف آخر يجمع الجنسين وذلك نحو تمرة وتمر فهذا من باب سفرجلة وسفرجل ثم تقول أتمر النخل يتمر اتمارا، فهذا إنما هو عبارة عن الحدث، فإذا سئلت ما التمر فجوابه ان تقول: هو الجسم الذي من صفته كذا ومن قدّه كذا وفي داخله كذا، وإذا سئلت ما الاتمار فجوابه ان يمرّ الزمان بحرّه وبرده وما فيه على البسر فيتغير من حال كذا إلى حال كذا، ثم يلين فيصير فيه الدبس. وانما تنبىء عن الاحداث التي تقع، وكذا كلمة وكلم في باب تمرة وتمر، فإذا قيل لك ما الكلم؟ فالجواب: هو الموضوع المتعارف بين الناس استعملوه، وهو الذي يسمونه اسم وفعل وحرف. فإن قيل: فما الكلام؟ فجواب ذلك ان تقول: هو إجراء هذا الذي يسمونه كلما وإخراجه بالصواب من الفم، فهو حدث فالكلام حدث، والكلم موضوع الكلام الذي يستعمل كزيد وضرب وهل وبل، فقد جمع الكلم أمرين، والكلام ليس كذلك إنما هو لأمر واحد.