للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإن كان ذا باب شديد وحاجب ... فعمّا قليل يهجر الباب حاجبه

ويصبح بعد الحجب للناس مفردا ... رهينة بيت لم تستّر جوانبه

فنفسك فاكسبها السعادة جاهدا ... فكلّ امرىء رهن بما هو كاسبه

وما كان إلا الدفن حتى تفرّقت ... إلى غيره أفراسه ومراكبه

وأصبح مسرورا به كلّ كاشح ... وأسلمه أصحابه وحبائبه

له كتاب رسائل مدوّنة نحو مائة ورقة.

- ٥١٥-

[السائب بن فروخ أبو العباس الضرير المكي]

الشاعر، مولى بني جذيمة بن عليّ بن الديل: سمع عبد الله بن عمرو بن العاص، وروى عنه عطاء [١] وحبيب بن أبي ثابت وعمرو بن دينار. ووثقه أحمد، وروى له البخاريّ ومسلم والترمذي وأبو داود والنسائي وابن ماجة. وكان منحرفا عن آل أبي طالب مائلا إلى بني أمية مادحا لهم، وهو القائل لأبي الطفيل عامر بن واثلة وكان شيعيا:

لعمرك إنني وأبا طفيل ... لمختلفان والله الشهيد

لقد ضلوا بحبّ أبي تراب ... كما ضلّت عن الحقّ اليهود

وهو القائل يرثي بني أمية عند انقضاء دولتهم:

آمت نساء بني أمية منهم [٢] ... وبناتهم بمضيعة أيتام

نامت جدودهم وأسقط نجمهم ... والنجم يسقط والجدود تنام

خلت المنابر والأسرّة منهم ... فعليهم حتى الممات سلام

توفي أبو العباس الأعمى بعد ست وثلاثين ومائة.


[٥١٥]- ترجمة السائب بن فروخ في الأغاني ١٦: ٢٢٨ والوافي ١٥: ١٠٦ ونكت الهميان: ١٥٣ والفوات ٢: ٤١ وتهذيب التهذيب ٣: ٤٤٩ والتاريخ الكبير للبخاري ٤: ١٥٤.
[١] يعني عطاء بن أبي رياح.
[٢] م: أمست ... أيما.

<<  <  ج: ص:  >  >>