قال أبو اليقظان «١» : أسنّ الفرزدق حتى قارب المائة فأصابته الدبيلة وهو بالبادية، فقدم به إلى البصرة وأتي برجل متطبب من بني قيس فأشار بأن يكوى ويسقى النفط الأبيض، فقال: أتعجلون لي طعام أهل النار في الدنيا؟! وجعل يقول:
أروني من يقوم لكم مقامي ... إذا ما الأمر جلّ عن الخطاب
ومات في مرضه ذلك سنة عشر ومائة ومات جرير بعده بستة أشهر، ومات في هذه السنة الحسن البصري وابن سيرين، فقالت امرأة من أهل البصرة: كيف يفلح بلد مات فقيهاه وشاعراه في سنة؟
ولما نعي إلى جرير بكى ثم أنشأ يقول «٢» :
فجعنا بحمّال الديات ابن غالب ... وحامي تميم كلّها والبراجم
بكيناك حدثان الفراق وإنما ... بكيناك شجوا للأمور العظائم
فلا حملت بعد ابن ليلى مهيرة ... ولا شدّ أنساع المطيّ الرواسم
ورثاه أبو ليلى المجاشعي بأبيات منها «٣» :
لعمري لقد أشجى تميما وهدّها ... على نكبات الدهر موت الفرزدق
لقد غيّبوا في اللحد من كان ينتمي ... إلى كلّ بدر في السماء محلق
لتبك النساء المعولات ابن غالب ... لجان وعان في السلاسل موثق
[[١٢١٣] الهيثم بن عدي بن عبد الرحمن]
بن زيد بن سيد بن جابر بن عدي أبو
[١٢١٣] ترجمة الهيثم بن عدي في تاريخ خليفة: ٤٧٢ والبيان والتبيين ١: ٣٤٧، ٣٦١ والمعارف: ٥٣٨ والفهرست: ١١٢ وتاريخ بغداد ١٤: ٥٠ ونور القبس: ٢٩٣ وانباه الرواة ٣: ٣٦٥ وابن خلكان ٦: ١٠٦ وميزان الاعتدال ٤: ٣٢٤ وعبر الذهبي ١: ٣٥٣ وسير الذهبي ١٠: ١٠٣ ومرآة