للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أو ما أعطيتك من المال كذا وكذا تفرّقه في ذي الحاجة، ثم لم أسألك عن شيء منه؟

قال: بلى. قال: فما أخرجك عليّ؟ قال: بيعة كانت لابن الأشعث في عنقي.

قال: فغضب الحجاج، ثم قال: أما كانت بيعة أمير المؤمنين عبد الملك في عنقك قبله؟ والله لأقتلنّك، فقتله سنة أربع وتسعين في أيام الوليد.

وكان أخذ القراءة عن عبد الله بن عياش. وروي أنه لما دخل على الحجاج، وأمر بقتله بكى ابن لسعيد صغير، فقال له سعيد: لا تبك، فما بقاء أبيك بعد خمس وستين سنة؛ ونظر إلى جموع الحجاج وخيله ورجله فأنشأ يقول:

يا دولة الجور قد طالت لياليها ... وطال تعذيبنا من فسق واليها

يسار فينا بما لو سير في جزر ... لاشتد محمية منها لواليها

فلا نحامي على دين فننصره ... ولا نحامي على دنيا فنحويها

فلو شركناهم في لين عيشهم ... لقلت دنيا وقوم أترفوا فيها

لكنهم صرفوا عنا لذاذتها ... وألبسونا بلايا لست أحصيها

ثم ضرب عنقه فسال منه دم كثير، فعجب الحجاج منه، وسأل الأطباء عنه، فقالوا: هذا رجل لم يخف القتل ولا هابك.

- ٥٣١-

[أبو سعيد بن حرب بن غورك القيرواني:]

[كان] عارفا بالقرآن والنحو، كثير الوقار، قليل الكلام.

- ٥٣٢-

[سعيد بن الحكم أبو عبد الله بن أبي مريم النسابة:]

ذكره ابن النديم وقال:

له من التصانيف: كتاب المآثر. وكتاب النسب. وكتاب نواقل العرب.


[٥٣١]- من المختصر؛ وانظر طبقات الزبيدي: ٢٣٣ وإنباه الرواة ٤: ١٢٣؛ قال: وكان ينسب من أجل وقاره إلى الكبر، وكان لا يبتسم في مجلسه فضلا عن أن يضحك. وكانت له أشعار كثيرة فصيحة.
[٥٣٢]- انظر الفهرست: ١٠٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>