من طرابلس الشام متوجهين إلى العراق خرج لوداعنا الشريف أبو البركات ابن عبيد الله العلوي الحسني، ودّع صديقا لنا يركب البحر إلى الإسكندرية، فرأيت خالك يتفكر فقلت له: أقبل على صديقك، فقال لي: قد عملت أبياتا اسمعها، فأنشدني في الحال:
شرعوا في دمي بتشديد شرع ... تركوني من شدّها في وثاق
قلعوا حين أقلعوا لفؤادي ... ثم لم يلبثوا كقدر الفواق
ليتهم حين ودعوني وساروا ... رحموا عبرتي وطول اشتياقي
هذه وقفة الفراق فهل أح ... يا ليوم يكون فيه التلاقي
قال في «تاريخ الشام» : حكى أبو طالب ابن الهراس الدمشقي، وكان حج مع أبي البركات، أنه صرح له بالقول بالقدر وخلق القرآن، فاستعظم أبو طالب ذلك منه وقال: إن الأئمة على غير ذلك، فقال له: إن أهل الحق يعرفون بالحق ولا يعرف الحقّ بأهله، قال هذا معنى حكاية أبي طالب.
[٨٦٠]
[عمر بن بكير:]
كان صاحب الحسن بن سهل خصيصا به ومكينا عنده يسائله عن مشكلات الأدب، وكان راوية ناسبا اخباريا نحويا، وله عمل الفراء «كتاب معاني القرآن» وذكر ذلك في أخبار الفراء.
قال محمد بن إسحاق: وله من الكتب كتاب الأيام يتضمن يوم الغول. يوم الظهر. يوم أرمام. يوم الكوفة. غزوة بني سعد بن زيد مناة. يوم مبايض.
حدث ميمون بن هارون قال حدثني أبو الحسن محمد بن عمر بن بكير قال «١» :