وكان يحيى يتشيع ويقول بتفضيل أهل البيت من غير تنقيص لغيرهم، وأخباره كثيرة، توفي سنة تسع وعشرين ومائة.
[[١٢٤٧] يزيد بن زياد بن ربيعة]
المعروف بابن مفرغ، أبو عثمان الحميري: وإنما لقّب جدّه ربيعة «مفرغا» لأنه راهن على أن يشرب عسّا من لبن فشربه حتى فرغ فلقب بذلك، وقد طعن النسابون في انتسابه إلى حمير. وهو الذي وضع سيرة تبّع وأشعاره. وكان يصحب عباد بن زياد فجرت بينهما وحشة فحبسه عباد فكان يهجوه وهو في السجن، فزاد ذلك في غيظ عباد، فترك هجوه وأخذ يتلطف له، فكان يقول للناس إذا سألوه عن سبب حبسه، رجل أدبه أميره ليقيم من أوده، فبلغ ذلك عبادا فرقّ له وخلّى سبيله، فخرج هاربا إلى البصرة ومنها إلى الشام، وجعل يتنقل في مدنها ويهجو زيادا وولده، فطلبه عبيد الله أخو عباد طلبا شديدا وكاد يؤخذ، فجعل يتنقل في قرى الشام ويغلغل في نواحيها ويهجو بني زياد، فترد أشعاره إلى البصرة وتبلغهم، فكتب عبيد الله بن زياد إلى يزيد بن معاوية إن ابن مفرغ نال من زياد وبنيه بما هتكه وفضحهم فضيحة الأبد وتعدى في ذلك إلى أبي سفيان فقذفه بالزنا، وهرب من خراسان إلى البصرة فطلبته فلفظته الأرض إلى الشام، فهو يتنقل في قراها يتمضّغ لحومنا بها، فأمر يزيد بطلبه، فجعل يتنقل من بلد إلى بلد إلى أن أتى البصرة واستجار بالأحنف بن قيس فأبى أن يجيره على السلطان، فأتى خالد بن أسيد فلم يجره، ثم لاذ بابن معمر وطلحة الطلحات فوعداه ولم يفعلا، فلاذ بالمنذر بن الجارود العبدي وكانت ابنته تحت عبيد الله بن زياد فأجاره، فلم يرع عبيد الله جوار المنذر
[١٢٤٧] ترجمة ابن مفرغ في طبقات فحول الشعراء: ٦٨٦ والشعر والشعراء: ٢٧٦ وأمالي الزجاجي: ٢٢٩ وأنساب الأشراف ٤/١: ٣٧٤ وتاريخ الطبري ٢: ١٦١ والأغاني ١٨: ١٨٠ والاكليل ٢: ٢٦٦ وجمهرة أنساب العرب: ٤٣٦ وابن خلكان ٦: ٣٤٢ وسير الذهبي ٣: ٥٢٢ والبداية والنهاية ٨: ٢٩٥، ٣١٤ وخزانة الأدب ٢: ٢١٠، ٥١٤ وقد جمع شعره مرتين: مرة على يد الدكتور داود سلوم (بغداد ١٩٦٨) ومرة على يد الدكتور عبد القدوس أبو صالح (بيروت ١٩٧٥) والاعتماد على الثاني (وهذه الترجمة من حقها أن تكون في معجم الشعراء) .