وكان أكمه ولد أعمى، وكان أبوه أعرابيا ولد بالبادية، وأمه سرّية من مولّدات الأعراب، وكان يقول بشيء من القدر ثم رجع عنه، ويقال أيضا إنه كان ذا علم في القرآن والحديث والفقه.
قال الأصمعي: وقتادة حاطب ليل من الطبقة الثالثة من النابغين «١» بالبصرة؛ مات بالبصرة سنة سبع عشرة ومائة في أيام هشام بن عبد الملك وأخذ القراءة عن الحسن البصري وابن سيرين.
عن التوزي عن أبي عبيدة قال: ما كنا نفقد في كلّ أيام راكبا من ناحية بني أمية ينيخ على باب قتادة يسأله عن خبر أو نسب أو شعر، وكان قتادة أجمع الناس.
ابن دريد عن عبد الرحمن عن عمه الأصمعي عن محمد بن سلام الجمحي عن عامر بن عبد الملك المسمعي قال: لقد كان الرجلان من بني مروان يختلفان في بيت شعر فيرسلان راكبا إلى قتادة يسأله، قال: ولقد قدم عليه رجل من عند بعض الخلفاء من بني مروان فقال لقتادة: من قتل عمرا وعامرا «٢» ؟ فقال: قتلهما جحدر بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة. قال فشخص بها ثم عاد إليه فقال: أجل قتلهما جحدر ولكن كيف قتلهما جميعا؟ فقال: اعتوراه فطعن هذا بالسنان وهذا بالزجّ فعادى «٣» بينهما.