للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في عصره في أنواع العلوم نحويا إماما شاعرا فاضلا بارعا، ورد خراسان وما وراء النهر وسمع حماد بن مدرك وغيره، وسمع منه الحافظ أبو عبد الله ابن الحاكم وذكره في «تاريخ نيسابور» وأثنى عليه. مات بشيراز في رمضان سنة سبع وسبعين وثلاثمائة وقد نيّف على التسعين ولم تبيضّ له شعرة، وقال في ذلك:

إلام وفيم يظلمني شبابي ... ويلبس لمتي حلك الغراب

وآمل شعرة بيضاء تبدو ... بدوّ البدر في خلل السحاب

وأدعى الشيخ ممتلئا شبابا ... كذي ظمأ يعلّل بالسراب

فيا مللي هنالك من مشيبي ... ويا خجلي هنالك من شبابي

[[١٢٠٠] هبة الله بن الحسين بن أحمد البغدادي]

عرف بالبديع الاسطرلابي، كان أديبا فاضلا شاعرا بارعا حكيما عارفا بالطب والرياضي والهيئة والنجوم والرصد والزيج، متقنا عمل الآلات الفلكية سيّما الأسطرلاب فنسب إليه، وحصل له مال جزيل من عمله، ولم يخلفه في صناعته مثله، وقد أقام على صحة ما يعمله من الآلات الحجج الهندسية، وبرهن عليها بالقوانين الاقليديسية، وأتى فيها باختراعات أغفلها المتقدمون، فزاد في الكرة ذات الكرسيّ وكمل نقصها الذي مرت عليه الأعوام، وأكمل نقص الآلات الشاملة التي وضعها الخجندي وجعلها لعرض واحد، وأقام الدليل على أنه لا يمكن أن تكون لعروض متعددة، فلما وصلت إلى البديع تأملها واهتدى إلى طريق لعملها لعروض متعددة، واختبر ما زاد فيها بالقواعد الهندسية فصحّ عمله، وحمل ما صنع منها إلى الأكابر والأجلّاء من أهل هذا الفن فتلقوها بالقبول. وله في عمل الأسطرلاب والبركار والمساطر وغيرها من الآلات اليد الطولى،


[١٢٠٠] ترجمة البديع الاسطرلابي في أخبار الحكماء: ٢٢٢ والخريدة (قسم العراق) ٣/٢: ١٣٧ وابن خلكان ٦: ٥٠ ومرآة الجنان ٣: ٢٦١ ومرآة الزمان: ١٨٤ وابن أبي أصيبعة ١: ٢٨٠ والنجوم الزاهرة ٥: ٢٧٥ وابن العبري: ٣٦٣ وسير الذهبي ٢٠: ٥٢ والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد: ٢٤٥ والشذرات ٤: ١٠٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>