للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

- ٤٧٣-

[داود بن سلم]

مولى بني تيم [١] بن مرة: شاعر من مخضرمي الدولتين الأموية والعباسية كان يسكن المدينة، وكان يقال له الآدم [٢] لشدة سواده، وكان من أقبح الناس وجها وأشدهم بخلا، طرقه قوم بالعقيق فصاحوا به العشاء والقرى يا ابن سلم، فقال لهم: لا عشاء لكم عندي ولا قرى، قالوا: فأين قولك إذ تقول:

يا دار هند ألا حيّيت من دار ... لم أقض منك لباناتي وأوطاري

عودت فيها إذا ما الضيف نبهني ... عقر العشاري على يسر وإعسار

قال: لستم من أولئك الذي عنيت.

وقدم [٣] داود دمشق فنزل على حرب بن خالد بن يزيد بن معاوية، فلما دخل داره قام غلمانه إلى متاعه فأدخلوه وحطوا عن راحلته، ثم دخل على حرب فأنشده:

فلما دفعت لأبوابهم ... ولاقيت حربا لقيت النجاحا

وجدناه يحمده المجتدون ... ويأبى على العسر إلا سماحا

ويغشون حتى ترى كلبهم ... يهاب الهرير وينسى النباحا

فأنزله وأكرمه وأجازه بجائزة عظيمة ثم استأذنه للخروج فأذن له وأعطاه ألف دينار وقال له: لا إذن لك عليّ متى جئت، فودعه وخرج من عنده وغلمانه جلوس، فلم يقم إليه منهم أحد، فظنّ أن حربا ساخط، فرجع فقال له: أبك عليّ موجدة؟ قال: لا،


[٤٧٣]- ترجمته في الأغاني ٦: ١١- ٢١ والسمط: ٥٥٠ ومصورة ابن عساكر ٦: ١٩ وتهذيب ابن عساكر ٥: ٢٠٣ ومختصر ابن منظور ٨: ١٤٨ والوافي ١٣: ٤٦٧ (وهو بمعجم الشعراء يلحق لا بمعجم الأدباء) .
[١] م: تميم.
[٢] الأغاني: وكان يقال له داود الأرمك.
[٣] الأغاني ٦: ٢٠ وتهذيب ابن عساكر ٤: ١٠٨ (ترجمة حرب) وأمالي القالي ١: ٢٤٢ والتذكرة الحمدونية ٢: ١٩٧ وقارن بالمحاضرات ١: ٦٥٣ وشرح النهج ١١: ٢٢٣ والكامل ٢: ١٤٤ والأبيات في رسائل ابن أبي الدنيا: ٨٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>