لسماع الوعظ وأخبار الرسول والخشوع لا لإقامة قوانين الملك واستعمال السياسة، فإن ذلك يتعلق بالملوك وأمثالهم لا بالعلماء، فخجل السلطان وجبذ برأسه إليه وعانقه.
ومن كلامه في خطبة كتاب التفسير: الزمان زمان سفهاء السفل، والقرآن قران انقلاب النّحل، والفضل في أبنائه فضول، وطلوع التمييز فيهم أفول، والدين دين، والدنيا عين. وان تحلّى أحدهم بالعلوم، وادعى أنه في الخصوص من العموم، فغايته أن يقرأ القرآن وهو غافل عن معانيه، ويتحلّى بالفضل وهو لا يدانيه، ويجمع الأحاديث والأخبار، وهو فيها مثل الحمار يحمل الأسفار.
وله ديوان شعر، ومن شعره في «دمية القصر»«١» :
فلك الأفاضل أرض نيسابور ... مرسى الأنام وليس مرسى بور
دعيت أبرشهر البلاد لأنها ... قطب وسائرها رسوم السور
هي قبة الإسلام نائرة الصّوى ... فكأنها الأقمار في الديجور
من تلق منهم تلقه بمهابة ... زفت عليه بفضله الموفور
لهم الأوامر والنواهي كلّها ... ومدى سواهم رتبة المأمور
نقلت جميع ذلك من «تاريخ بيهق» لأبي الحسن ابن أبي القاسم البيهقي مصنف كتاب «وشاح الدمية» .
[[٧٧٣] علي بن عبد الله بن محمد بن الهيصم الهروي]
، الإمام صدر الإسلام:
مات [ ... ] ذكره أبو الحسن البيهقي في «كتاب الوشاح» فقال: قد بلغ من العلم أطوريه، فلا فضل إلا وهو منسوب إليه، ورست بالفصاحة قواعده، واشتدّ بالزهادة ساعده، وقد اختلفت مدة مديدة إليه، وقرأت ما شئت من دقائق العلوم
[٧٧٣]- هذه الترجمة من وشاح الدمية ولم يذكر تاريخ وفاته.