للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[[١٠٦٤] محمد بن عبد الله بن محمد بن أبي الفضل]

أبو عبد الله المرسي السلمي شرف الدين، الأديب النحوي المفسر المحدث الفقيه: أحد أدباء عصرنا، أخذ من النحو والشعر بأوفر نصيب، وضرب فيه بالسهم المصيب، وخرج التخاريج، وتكلم على «المفصل» للزمخشري وأخذ عليه عدة مواضع، بلغني أنه سبعون موضعا أقام على خطأها البرهان، واستدل على سقمها ببيان. وله عدة تصانيف. خرج من بلاد المغرب سنة سبع وستمائة، ودخل مصر وسار إلى الحجاز ودخل مع قافلة الحجاج إلى بغداد وأقام بها يسمع ويقرأ الفقه والخلاف والأصلين بالنظامية، ورحل إلى خراسان بغداد وأقام بها يسمع ويقرأ الفقه والخلاف والأصلين بالنظامية، ورحل إلى خراسان ووصل إلى مرو الشاهجان وسمع بنيسابور وهراة ومرو ولقي المشايخ، وعاد إلى بغداد، وأقام بحلب ودمشق، ورأيته بالموصل، ثم حجّ ورجع إلى دمشق، ثم عاد إلى المدينة فأقام على الاقراء، ثم انتقل إلى مصر وأنا بها سنة أربع وعشرين وستمائة، ولزم النسك والعبادة والانقطاع.

أخبرني أن مولده بمرسية سنة سبعين وخمسمائة، وانه قرأ القرآن على ابن غلبون وغيره، والنحو على أبي الحسن علي بن يوسف بن شريك الداني والطيب بن محمد بن الطيب النحوي والشلوبيني وتاج الدين الكندي، والأصول على إبراهيم بن دقماق والعميدي، والخلاف على معين الدين الجاجرمي، وسمع الحديث الكثير بواسط من ابن عبد السميع، ومن ابن الماندائي مشيخته، وبهمذان من جماعة وبنيسابور «صحيح مسلم» من المؤيد الطوسي وجزءا من ابن نجيد ومن منصور بن عبد المنعم الفراوي وأم المؤيد زينب بنت الشعري، وبهراة من ابن روح الهروي،


[١٠٦٤] ترجمته في الوافي ٣: ٣٥٤ وبغية الوعاة ١: ١٤٤؛ ونقل الصفدي عن ياقوت قوله فيه: وكان عذري الهوى عامري الجوى له كل يوم حبيب؛ وهذا لم يرد في الترجمة؛ وأضاف الصفدي «وطوّل ياقوت ترجمته واستوفاها» قلت: سقوط العبارة التي نقلها الصفدي ثم الحكم على الترجمة بأنها ليست طويلة، كل ذلك يدلّ على أن الترجمة قد لحقها حذف وإيجاز، وانظر نفح الطيب ٢: ٢٤١ (وهو ينقل عن ابن النجار) وقد توفي سنة ٦٥٥ في طريقه من مصر إلى الشام. وقال الصفدي: خلف كتبا عظيمة كانت مودعة بدمشق فرسم السلطان ببيعها؛ وانظر أيضا طبقات السبكي ١٠: ١٢٥ إذ مرّ ذكره عرضا، ووردت ترجمته في ٨: ٦٩- ٧٢ وفي المقفى ٦: ١٢١.

<<  <  ج: ص:  >  >>