أبو الحسين المعروف با بن حاجب النعمان، وكان أبوه حاجب النعمان أبي عبد الله الكاتب؛ وكان عبد العزيز أبو الحسين أحد افراد الزمان في الفضل والنبل ومعرفة الكتابة بالدواوين، وكان إليه أيام معز الدولة ديوان السواد. وكانت وفاته يوم الجمعة لسبع بقين من شهر رمضان سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة.
قال المحسن التنوخي «ولقد شاهدت مجلسا في شهر رمضان سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة كأنه من مجالس البرامكة، ما شهدت مثله قط، قبله ولا بعده، وذلك أن كاتب الوزير أبي محمد الحسن المهلبي على ديوان السواد أبا الحسين عبد العزيز بن إبراهيم المعروف بابن حاجب النعمان سقط من روشن «٢» في دار أبي محمد على دجلة فمات في اليوم الثامن من السقطة، فجزع عليه أبو محمد وجاء من غد إلى أولاده لأنهم كانوا دفنوه عشيا، وكنت معه، فعزاهم بأعذب لسان، وأحسن بيان، ووعدهم الاحسان وقال: أنا أبوكم وما فقدتم من ماضيكم غير شخصه. ثم قال لابنه الأكبر أبي عبد الله: قد وليتك موضع أبيك ورددت إليك عمله؛ ووليت أخاك أبا الحسين- وكان هذا صبيا سنه عشر سنين أو نحوها كتبة ابن أبي الغنائم- وأجريت عليه كذا وكذا (رزقا كبيرا وقد ذهب عني) ، فليلزمه
[٦٧٣]- ذكره ياقوت في ترجمة ابنه علي بن عبد العزيز (رقم: ٧٨٢) وقال: قد ذكرت معنى تسميتهم بحاجب النعمان في ترجمة أبيه، وكان أبوه يكتب لأبي محمد المهلبي وزير معز الدولة. وقد اعتمدت في هذه الترجمة على ابن النديم: ١٤٩ وتاريخ بغداد ١٠: ٤٥٦ ونشوار المحاضرة ١: ٦٩ وله ترجمة في المنتظم ٧: ٩ والوافي للصفدي ١٨: ٤٦٥ (ونقل منه الدكتور مصطفى جواد، انظر الضائع: ٨٨ (رقم: ١٨) .