للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهو قريب العهد تقارب وفاته سنة تسعين وخمسمائة، وهو القائل:

لعمرك ما اللحن من شيمتي ... ولا أنا من خطإ ألحن

ولكنني قد عرفت الأنام ... فخاطبت كلا بما يحسن

[٣١٠]

[الحسن بن أسد بن الحسن الفارقي]

أبو نصر: شاعر رقيق الحواشي مليح النظم متمكن من القافية كثير التجنيس قلما يخلو له بيت من تصنيع وإحسان وبديع، كان في أيام نظام الملك والسلطان ملكشاه، وشمله منهما الجاه بعد أن قبض عليه وأساء إليه، فإنه كان مستوليا على آمد وأعمالها، مستبدّا باستيفاء أموالها، فخلصه الكامل الطبيب «١» . وكان نحويا رأسا وإماما في اللغة يقتدى، وصنف في الآداب تصانيف تقوم له مقام شاهدي عدل بفضله وعظم قدره، منها: كتاب شرح اللمع كبير. كتاب الإفصاح في شرح أبيات مشكلة «٢» .

حدثني الشيخ الإمام موفق الدين أبو البقاء يعيش بن علي بن يعيش النحوي قال: حدثني قاضي عسكر نور الدين محمود بن زنكي قال: قدم على ابن مروان صاحب ديار بكر شاعر من العجم يعرف بالغساني، وكان من عادة ابن مروان إذا قدم عليه شاعر يكرمه وينزله ولا يجتمع به إلى ثلاثة أيام ليستريح من سفره ويصلح شعره ثم يستدعيه، واتفق أن الغسانيّ لم يكن أعدّ شيئا في سفره ثقة بقريحته، فأقام ثلاثة أيام فلم يفتح عليه بعمل بيت واحد، وعلم أنه يستدعى ولا يليق به أن يلقى الأمير بغير مديح، فأخذ قصيدة من شعر ابن أسد لم يغير فيها إلا اسمه، فغضب من ذلك وقال:


[٣١٠]- ترجمته في الخريدة (قسم الشام) ٢: ٤١٦ وإنباه الرواة ١: ٢٩٤ والفوات ١: ٣٢١ والوافي ١١: ٤٠١ وعبر الذهبي ٣: ٣١٦ والنجوم الزاهرة ٥: ١٤٠ وبغية الوعاة ١: ٥٠٠ والشذرات ٣: ٣٨٠ وإشارة التعيين: ٨٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>