خطوطهم بإباحة دمه، فقبض عليه أبو القاسم وحمل إلى بغداد مقيدا ثم ردّ إلى همذان وصلب بها في اليوم السابع من جمادى الآخرة من السنة المذكورة.
قال: وسمعت أبا القاسم محمود بن أحمد الروياني بأندرابه يقول: لما قرب قتل عين القضاة وقدم إلى الخشبة ليصلب قال: وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ.
وله رسالة كتبها من بغداد إلى أصحابه وإخوانه بهمذان، لو قرئت على الصخور لانصدعت من الرقة والسلاسة.
ومن شعر عين القضاة:
أقول لنفسي وهي طالبة العلا ... لك الله من طلابة للعلا نفسا
أجيبي المنايا إن دعتك إلى الردى ... إذا تركت للناس ألسنة خرسا
ومنه:
فما خدع الأجفان بعدك غفوة ... ولا وطىء الأجفان قبلك أدمع
ومن تصانيفه: الرسالة العلائية. وأمالي الاشتقاق. والبحث عن معنى البعث.
وكتاب زبدة الحقائق خلط فيه كلام الصوفية بكلام الحكماء. ومقدمة في الحساب الهندي. وغير ذلك.
[[٦٧٠] عبد الله بن محمد بن علي بن محمد]
بن عبد الله أبو القاسم الملقب بالكامل: خوارزمي الأصل، وهو من أهل زاوطا في بلاد واسط، ولد بها وقرأ الأدب على أبيه وعلى أبي سعد أحمد بن علي بن الموصلية، وحدث بواسط سنة خمسمائة، وقدم بغداد سنة عشر وخمسمائة، وروى بها شيئا من شعره وتصانيفه. وكان معاصرا لأبي محمد الحريري صاحب المقامات، وكان عنده قوة في البلاغة فاخترع أن عمل
[٦٧٠]- ترجمة الكامل الخوارزمي في ابن الفوطي (٥: ٨٨ ط. لاهور) نقلا عن ياقوت، وانظر إنباه الرواة ٢: ١٣٦ والوافي ١٧: ٥٤١ وتاريخ ابن الدبيثي وترجم له العماد في الخريدة وأورد مقتطفات كثيرة من رحله، ونقل الدكتور مصطفى جواد بعض ترجماته في الضائع: ٤٤ (رقم: ١٤) وهذه الترجمة من ابن الفوطي.