الوصيفة: قال تقرأ بالألحان، فقال الفتح: اقرئي لنا خمس آيات فاندفعت تقول:
قد جاء نصر الله والفتح ... وشقّ عنا الظلمة الصبح
خدين ملك ورجا دولة ... وهمه الاشفاق والنصح
الليث إلا أنه ماجد ... والغيث إلا أنه سحّ
وكلّ باب للندى مغلق ... فإنما مفتاحه الفتح
قال: فو الله لقد دخل المتوكل من السرور ما قام إلى الفتح فوقع عليه يقبله ووثب الفتح فقبل رجله، فأمره أمير المؤمنين بشرائها وأمر لها بجائزة وكسوة وبعث بها إلى الفتح فكانت أحظى جواريه عنده، فلما قتل الفتح رثته بهذه الأبيات:
قد قلت للموت حين نازله ... والموت مقدامة على البهم
ولو تبينت ما فعلت إذن ... قرعت سنا عليه من ندم
فاذهب بمن شئت إذ ذهبت به ... ما بعد فتح للموت من ألم
ولم تزل تبكي وتنوح عليه حتى ماتت.
[٨٩٠]
[الفتح بن محمد بن عبيد الله بن خاقان القيسي الاشبيلي:]
وقيل هو من أهل أندلس «١» ، أديب فاضل شاعر بليغ فصيح بذيء اللسان قوي الجنان في هجاء الأعيان، وكان متهم الخلوة فيما بلغني، مات في حدود سنة ثلاث وخمسمائة «٢» وقال العماد: سألت عنه بمصر فقيل إنه عاش بالمغرب إلى عهد شاور بمصر، فقد توفي بعد سنة خمس وخمسين وخمسمائة، وقال لي بعض المغاربة إنه توفي قبل هذا التاريخ.
(٨٩٠) - ترجمته في الخريدة (قسم المغرب) ٣: ٥٣٨ ومعجم أصحاب الصدفي: ٣١٣ والمغرب ١: ٢٥٩ وابن خلكان ٤: ٢٣ والإحاطة ٤: ٢٤٨ والنفح ٧: ٢٩ والشذرات ٤: ١٠٧ وسير الذهبي ٢٠: ١٠٧ والوافي للصفدي (خ) وانظر مقدمة مطمح الأنقس (تحقيق شوابكه) .