للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا صاحبيّ أطيلا في مؤانستي ... وذاكراني بخلّان وعشاق

وحدثاني حديث الخيف إنّ به ... روحا لقلبي وتسهيلا لأخلاقي

ما ضرّ ريح الصّبا لو ناسمت حرقي ... واستنقذت مهجتي من أسر أشواقي

داء تقادم عندي من يعالجه ... ونفثة بلغت مني من الراقي

يفنى الزمان وآمالي مصرّمة ... ممن أحبّ على مطل وإملاق

واضيعة العمر لا الماضي انتفعت به ... ولا حصلت على أمر من الباقي.

[[٧٧٧] علي بن عبد الجبار بن سلامة بن عيذون الهذلي اللغوي]

، أبو الحسن التونسي: ذكره السلفي فقال: أنشدني أبو محمد الشواذكي «١» القيرواني قال أنشدني أبو إسحاق إبراهيم بن علي بن تميم الحصري لنفسه بالقيروان:

قالوا اطرح أبدا كاف الخطاب ففي ... خطّ الكتاب بها حطّ من الرتب

فقلت من كان في نفسي تصوّره ... فكيف أنزله في منزل الغيب

قال وسألته عن مولده فقال: سنة ثمان وعشرين وأربعمائة يوم عيد النحر بتونس، وتوفي رحمه الله في ذي الحجة سنة تسع عشرة وخمسمائة بالاسكندرية، وكان إماما في اللغة حافظا لها حتى إنه لو قيل لم يكن في زمانه ألغى منه لما استبعد، وكانت له قدرة على نظم الشعر، وله إليّ قصائد وقد أجبته عنها، ومن جملة شعره قصيدة في الردّ على المرتدّ البغدادي فيها أحد عشر ألف بيت على قافية واحدة، وعندي عنه فوائد أدبية. وسمعته يقول: رأيت أبا بكر محمد بن علي بن البر الغربي اللغوي بمدينة مازر من جزيرة صقلية، وكنت عزمت على أن أقرأ عليه لما اشتهر من


[٧٧٧]- ترجمة ابن عيذون في إنباه الرواة ٢: ٢٩٢ وبغية الوعاة ٢: ١٧٣ (وفي حاشية الانبا ذكر لمصادر أخرى) ومعجم السفر للسلفي: ٢٦٨- ٢٦٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>