في النحو وعلما في الأدب كبيرا مع حداثة سنه ورقة حاله (وان قلت إني ما رأيت في الأحداث مثله كان كذلك) استرجع أبو سعيد السيرافي واستعبر وأنشد:
من عاش لم يخل من همّ ومن حزن ... بين المصائب من دنياه والمحن
وإنما نحن في الدنيا على سفر ... فراحل خلّف الباقي على الظعن
وكلّنا بالردى والموت مرتهن ... فما نرى فيهما فكّا لمرتهن
من الذي أمن الدنيا فلم تخن ... أو الذي اعتزّ بالدنيا فلم يهن
كلّ يقال له قد كان ثم مضى ... كأن ما كان في دنياه لم يكن
ثم قال: قوموا بنا لتجهيزه وتولية أمره، فتبعناه على ذلك، فلما أخرجت جنازته بكى وأنشد:
أساءت بنا الأيام ثمّت أحسنت ... وكلّ من الأيام غير بديع
وما زال صرف الدهر مذ كان مولعا ... بتأليف شتّى أو بشتّ جميع
[[١٠١٨] محمد بن جعفر بن محمد بن هارون]
بن فروة بن ناجية بن مالك أبو الحسن التميمي النحوي المعروف بابن النجار: من أهل الكوفة، ولد سنة ثلاث وثلاثمائة بالكوفة، وقدم بغداد وحدث بها عن ابن دريد ونفطويه والصولي وغيرهم.
قال الخطيب: وهو ثقة مات في جمادى الأولى سنة اثنتين وأربعمائة بالكوفة؛ نقلت ذلك من تاريخ ابن الجوزي ونقله هو من تاريخ الخطيب حرفا حرفا، ونقلت من زيادات الوزير المغربي في فهرست النديم انه ولد سنة احدى عشرة وثلاثمائة قال:
وكان من مجوّدي القراء أخذ عن النقار وغيره، وكان يقرىء لحمزة، والكسائي الغالب في أخذه، ولقي أحمد بن يونس، وروى قراءة عاصم عنه عن الأعمش عن أبي بكر ابن عياش عن عاصم، ولقي من المحدثين القدماء ابن الأشناني الكبير وابن الأشناني
[١٠١٨] ترجمته في تاريخ بغداد ٢: ١٥٨ والمنتظم (وفيات: ٤٠٢) والبداية والنهاية ١١: ٣٤٧ وانباه الرواة ٣: ٨٣ والوافي ٢: ٣٠٥ وبغية الوعاة ١: ٦٩ والشذرات ٣: ١٦٤ وطبقات ابن الجزري ٢: ١١١.