للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشعر الأحمق والكلام المختلق، وهو أبرد الناس غير مدافع، وربما قال شعرا صالحا، وهو القائل وأنشدناه الأخفش:

لو يكون الهوى بجسم من الصخ ... ر على أنّ فيه قلب حديد

فعل الحبّ فيهما مثل ما يف ... عل شعر اللحى بورد الخدود

وله ورواه أبو الحسن علي بن العباس الرومي.

لو كنت من شيء خلافك لم تكن ... لتكون إلا مشجبا في مشجب

لو أن لي من جلد وجهك رفعة ... لجعلت منها حافرا للأشهب

قال: وكان يظهر الميل على العلويين والهحاء لهم، وجرت منيّته على يد رجل من أهل الكوفة من رماة الجلاهق، وخرج معه من بغداد إلى آجام الكوفة للرمي، فسمع الرامي منه كلاما استحل به دمه فقتله.

وهو القائل لموسى بن عبد الملك وكان دفع إليه توقيعا بصلة من المتوكل فدافعه موسى وماطله مدة، فوقف له يوما فلما ركب أنشده:

حتى متى يتبرد ... وكم وكم أتردد

موسى أدر لي كتابي ... بحقّ ربك الاسود

يعني محمد بن على بن موسى بن جعفر الصادق، وكان محمد من أمة سوداء فنحلته سوادها، فجزع موسى بن عبد الملك من قوله وسأله كتم الحال وقضى شغله.

وقال جحظة: اجتمعت أنا وجماعة من إخواننا مع أبي العبر في براح أراد أن يبنيه دارا، فأقبلنا نقدّر البيوت وأين مواقعها، فبينا نحن كذلك إذ ضرط بعض من كان معنا، فقال أبو العبر: مهما شككنا فيه فما نشكّ أنّ هذا الموضع الكنيف.

[٩٥٢]

[محمد بن أحمد بن محمد المغربي أبو الحسن راوية المتنبي:]

أحد الأئمة الأدباء والأعيان الشعراء، خدم سيف الدولة ولقي المتنبي وصنف تصانيف حسنة، وله


(٩٥٢) - ترجمة المغربي راوية المتنبي في الوافي ٢: ٦٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>