للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأعلم، فقلنا: قد اختلفنا في بيت فاشتبه علينا فهل نسألك عنه؟ فقال: نعم، فسألناه عن معنى هذا البيت:

عافت الماء في الشتاء فقلنا ... برّديه تصادفيه سخينا

كيف تصادفه سخينا إذا بردته؟ فقال: أخفي عليكم؟ قلنا: نعم، فقال: هو ليس من التبريد، وإنما هو حرف مدغم ومعناه بل رديه من الورد فأدغموا اللام في الراء كما قال الله تعالى: كَلَّا بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ

(المطففين/ ١٤) وقوله: وَقِيلَ مَنْ راقٍ

(القيامة/ ٢٨) قال: فاستحسنا ما فسّره وأقررنا له بالفضل، فقال: إني أسألكم بيتا كما سألتموني، أما ترون الى قول دغفل:

إنّ على سائلنا أن نسأله ... والعبء لا تعرفه أو تحمله

فقلنا: سل، فقال: ما معنى قول القائل:

يا من رأى رجلا واقفا ... أحرقه الحرّ من البرد

كيف يحرقه الحرّ من البرد؟ قال: فاضطربنا في معناه فلم نخرجه، فسألناه عنه، فقال: هذا قولي، وذلك أنني مررت بحدّاد يبرد حديدا، فمسست تلك البرادة فأحرقت يدي، وإنما البرد مصدر برد الحديد بردا وليس هو من الشيء البارد، قال:

فأقررنا بفضل معرفته، فأنشأ يقول:

أقر الشعراء أني ... ومروا في الحرمرم

انهم عندي جميعا ... ......... الغنمنم

فقطعت الرأس منهم ... ثم جلد القددمدم

فعملنا منه طبلا ... من طبول الخددمدم

فضربنا به دمدم ... ثم دمدم ثم دمدم

عجبا يا قوم مني ... كيف معكم كالململم

وقال المرزباني: أبو العبر أحمد بن محمد بن عبد الله بن عبد الصمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب. وقال محمد بن داود: اسمه محمد بن أحمد، وهو حمدون، بن عبد الله بن عبد الصمد، يكنى أبا العباس، صاحب

<<  <  ج: ص:  >  >>