للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

انصب نهارا في طلاب العلا ... واصبر على فقد لقاء الحبيب

حتى إذا الليل بدا مقبلا ... وغاب فيه عنك وجه الرقيب

فبادر الليل بما تشتهي ... فانما الليل نهار الأريب

كم من فتى تحسبه ناسكا ... يستقبل الليل بأمر عجيب

ألقى عليه الليل أستاره ... فبات في لهو وعيش خصيب

ولذة الأحمق مكشوفة ... يسعى بها كلّ عدوّ مريب

وكان يقول لولده: اكتبوا أحسن ما تسمعون، واحفظوا أحسن ما تكتبون، وتحدثوا بأحسن ما تحفظون.

وقال: أنفق من الدنيا وهي مقبلة فان الانفاق لا ينقص منها شيئا، وأنفق منها وهي مدبرة فان الامساك لا يبقي منها شيئا.

وقال «١» : الدنيا دول، والمال عارية، ولنا في من قبلنا أسوة، ونحن لمن بعدنا عبرة.

قال القاضي يحيى بن أكثم سمعت المأمون يقول: لم يكن كيحيى بن خالد وكولده أحد في البلاغة والكفاية والجود والشجاعة. وكان يحيى يجري على سفيان الثوري رضي الله عنه ألف درهم في كل شهر، فكان إذا صلى سفيان يقول في سجوده: اللهم ان يحيى كفاني أمر دنياي فاكفه أمر آخرته، فلما مات يحيى رؤي في المنام فقيل له، ما فعل الله بك؟ قال غفر لي بدعاء سفيان.

مات يحيى في سجن الرشيد في الرافقة في أوائل المحرم سنة تسعين ومائة.

[[١٢٢٥] يحيى بن زياد بن عبد الله بن منظور]

بن مروان الأسلمي الديلمي الكوفي،


[١٢٢٥] ترجمة الفراء في مراتب النحويين: ٨٦ وطبقات الزبيدي: ١٣١ وأخبار النحويين البصريين: ٥١ والفهرست: ٧٣ وتاريخ بغداد ١٤: ١٤٦ وتاريخ أبي المحاسن: ١٨٧ والمعارف: ٥٤٥ وتهذيب

<<  <  ج: ص:  >  >>