وقال: العذر الصادق مع النية الحسنة يقومان مقام النجح.
وقال «١» : ما سقط غبار موكبي على أحد الا وجب عليّ حقه.
وقال الفضل له: يا أبت ما لنا نسدي إلى الناس المعروف فلا يتبيّن فيه كتبيّنه ببرّ غيرنا؟ قال: آمال الناس فينا أعظم من آمالهم في غيرنا، وإنما يسر الانسان ما بلّغه أمله.
وقال «٢» : أنا مخير في الاحسان إلى من أحسن إليه ومرتهن بالاحسان إلى من أحسنت إليه، لأني إن وصلته فقد أتممته، وان قطعته فقد أهدرته.
وقال: الخطّ صورة روحها البيان، ويدها السرعة، وقدمها التسوية، وجوارحها معرفة الفصول.
وركب يوما مع الرشيد فرأى الرشيد في طريقه أحمالا فسأل عنها فقيل له: هذه هدايا خراسان بعث بها علي بن عيسى بن ماهان، وكان ابن ماهان وليها بعد الفضل بن يحيى، فقال الرشيد ليحيى: أين كانت هذه الأحمال في ولاية ابنك؟ فقال يحيى:
كانت في بيوت أصحابها، فأفحم الرشيد وسكت.
ولما كان الفضل بن يحيى «٣» واليا على خراسان كتب صاحب البريد إلى الرشيد كتابا يذكر فيه أن الفضل تشاغل بالصيد واللذات عن النظر في أمور الرعية، فلما قرأه الرشيد رمى به ليحيى وقال له: يا أبت اقرأ هذا الكتاب واكتب إلى الفضل كتابا يردعه عن مثل هذا، فمد يحيى يده إلى دواة الرشيد وكتب إلى ابنه على ظهر الكتاب الذي ورد من صاحب البريد: حفظك الله يا بني وأمتع بك، قد انتهى إلى أمير المؤمنين ما أنت عليه من التشاغل بالصيد ومداومة اللذات عن النظر في أمور الرعية ما أنكره، فعاود ما هو أزين بك، فانه من عاد إلى ما يزينه لم يعرفه أهل زمانه إلا به والسلام، وكتب تحته هذه الأبيات: