يستطيع القارىء أن يجد بين الفهارس فهرسا بأسماء الكتب التي نقل منها ياقوت مادة كتابه وهي تكاد تصل في العدد قرابة مائتين وخمسين كتابا ولكن هذه ليست كل مصادره المكتوبة، بل هناك ما كان يجده على ظهور بعض الكتب، وما كان ينقله من خطوط أناس مشهورين (دون أن يذكر اسم المصدر) .
ويستمد كتاب ياقوت أهميته وحيويته من ناحيتين تتصلان بمصادره:
(١) نقله عن كتب كثيرة لم تصلنا.
(٢) لقاؤه لأعلام معاصرين وأخذه عنهم مباشرة.
وحين يكثر النقل عن كتاب مثل الفهرست ويتيمة الدهر وتاريخ بغداد للخطيب وتاريخ ابن عساكر وتاريخ نيسابور للحاكم (وذيله لعبد الغافر) والمذيل للسمعاني والمقتبس ومعجم الشعراء للمرزباني وخريدة القصر للعماد ومراتب النحويين لأبي الطيب، ونشوار المحاضرة للتنوخي، وأخلاق الوزيرين للتوحيدي وطبقات الزبيدي، حين يفعل ذلك فإنه يقدم لنا نصوصا تصلح للمقابلة مع تلك المؤلفات التي وصلتنا. ولقلة المصادر الأندلسية لديه يكثر الاتكاء على جذوة المقتبس، دون أن ينسى ابن الفرضي والصلة لابن بشكوال وقلائد العقيان لابن خاقان، ولم يذكر الذخيرة لابن بسام إلا مرة واحدة ولعله ينقل عنها بالواسطة، وكتب كتابان عن صقلية أحدهما للحسن بن يحيى الفقيه الصقلي (١٧٥٤، ١٧٥٥) والثاني لابن المقطاع. ولكن المشيخات أو معاجم الشيوخ ربما لم تزد على خمسة ولديه من كتب الأمالي أحد عشر كتابا. ومع أنه يطلب المعلومات حيث يجدها دون أن يسأم من تقليب الكتب فإنه يتكىء على تواريخ المدن لأنها حافلة بالتراجم.