المسعودي، أبو سعيد البندهي: وكان يكتب بخطه البنجديهي، اللغوي الفقيه الشافعي، من أهل الفضل والأدب والدين والورع، ورد بغداد ثم الشام وحصل له سوق نافقة وقبول تام عند صلاح الدين ابن أيوب، وأقبلت عليه الدنيا فحصل كتبا لم تحصل لغيره ووقفها بخانقاه السميساطي، وأكثرها من خزانة كتب حلب التي أباح له السلطان صلاح الدين أن يأخذ منها ما شاء، وكان البنجديهي يعلم الملك الأفضل أبا الحسن علي بن صلاح الدين، وحدث وأملى بالشام، وصنف شرحا لمقامات الله يري في خمس مجلدات متوسطة استوعب وأحسن فيها ما شاء، ولد في وقت الغروب ليلة الثلاثاء غرة ربيع الآخر سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة، ومات بدمشق في ليلة السبت التاسع والعشرين من شهر ربيع الأول سنة أربع وثمانين وخمسمائة، وكان كثيرا ما يتمثل بهذه الأبيات:
قالت عهدتك تبكي ... دما حذار التنائي
فلم تعوّضت عنا ... بعد الدماء بماء
فقلت ما ذاك منّي ... لسلوة أو عزاء
لكن دموعي شابت ... من طول عمر بكائي
[[١٠٦٩] محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أحمد]
بن محمد بن جعفر أبو سعيد النيسابوري الكنجروذي الفقيه الأديب النحوي الطبيب الفارسي: شيخ مشهور، أدرك الأسانيد العالية في الحديث والأدب، وله شعر. توفي في صفر سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة، وكانت له يد في الطب والفروسية وأدب السلاح، وحدث سنين وسمع منه خلق كثير، وجرت بينه وبين أبي جعفر الزوزني البحاثي محاورات أدت إلى وحشة، فرماه بأشياء.
[١٠٦٩] ترجمة الكنجروذي سقطت من معجم الأدباء (وهي من مستدركات مصطفى جواد- الضائع: ١٥٤) وأحال المؤلف على كتابه هذا لدى ذكره جنزروذ في معجم البلدان. وراجع ترجمة الكنجروذي في الأنساب (المادة نفسها) وانباه الرواة ٣: ١٦٥ والوافي ٣: ٢٣١ وبغية الوعاة ١: ١٥٧ والشذرات ٣: ٢٩٢ (وما أثبته هنا عن الوافي) .