للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والكتب بين يديه، فأخذها وقرأها، فلما تأمّلها جعل يروّح إسحاق بن نصير حتى انتبه، فقال له: عمن أخذت الكتبة؟ وأجرى عليه أربعين دينارا في كلّ شهر، فلم يزل مع أبي جعفر إلى أن توفي أبو جعفر وانفرد بالأمر علي بن أحمد الماذرائي، فقال لإسحاق: الزم منزلك، فانصرف، فوردت كتب فأجاب عنها علي بن أحمد ودخل على أبي الجيش خمارويه بن أحمد بن طولون فعرضها عليه، فقال له: ما هذه بالألفاظ التي كانت تخرج مني وعني، فمضى علي بن أحمد وعاد إليه، فما أراد أبو الجيش الجواب ولا استجاده، فخرج علي بن أحمد وقال: هاتوا إسحاق بن نصير، فجيء به فقال: أجب عن هذه، فأجاب، ودخل علي بن أحمد على أبي الجيش فقرأ الأجوبة، فقال: نعم هذا الذي أعرف، أيش الخبر؟ فقال له: كاتب كان مع أبي جعفر فاعتزل وأحضرته الساعة، فقال: هاته، فأحضره، فقال: كم رزقك؟ فقال: أربعون دينارا، فقال لعلي بن أحمد: اجعلها أربعمائة في السنة، اجعلها له أربعمائة في الشهر، وقال لإسحاق بن نصير: لا تفارق حضرتي. فبلغ إسحاق حتى صار رزقه ألف دينار في كل شهر، فكان يجود بذلك ويفضل به على الناس، ولقد أرسل إلى بغداد إلى ثلاثة أنفس: إلى أبي العباس المبرد وإلى أبي العباس ثعلب وإلى وراق كان يجلس عنده دفعة واحدة ثلاثة آلاف دينار، لكلّ واحد منهم ألف دينار، وجرى ذلك على يدي أحمد بن الوليد التاجر خال القاضي بمصر.

[٢٢٨]

[إسحاق بن يحيى بن سريج الكاتب، أبو الحسين النصراني]

: ذكره محمد بن إسحاق النديم وقال: كان جيّد المعرفة بأمر الدواوين والخراج ومناظرة العمال، وله معرفة تامة بالنجوم ومولده في شعبان سنة ثلاثمائة. قال: وهو يحيا.

قال المؤلف: وكان قوله هذا في سنة سبع وسبعين وثلاثمائة.

قال: وله من الكتب كتاب الخراج الكبير في ألف ورقة، جزأه جزءين، وجعله


[٢٢٨]- الفهرست: ١٥١ والوافي ٨: ٤٢٨ (وفي م في نسبه: شريح) .

<<  <  ج: ص:  >  >>