للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- ١١٦-

[أحمد بن علي بن هارون بن علي بن يحيى بن أبي منصور المنجم، أبو الفتح]

: أحد من سلك سبيل آبائه في طرق الأداب واهتدى بهم في التولج إلى الفضائل من كلّ فن، روى عنه أبو علي التنوخي في «نشواره» فأكثر، ووصفه بالفضل وما قصّر، وأنشد له أشعارا قال: أنشدني أبو الفتح أحمد بن علي بن هارون بن يحيى المنجم في الوزير أبي الفرج محمد بن العباس بن فسانجس في وزارته، وقد عمل على الانحدار إلى الأهواز لنفسه:

قل للوزير سليل المجد والكرم ... ومن له قامت الدنيا على قدم

ومن يداه معا تجري ندى وردى ... يجريهما عدل حكم السيف والقلم

ومن إذا همّ أن تمضي عزائمه ... رأيت ما تفعل الأقدار في الأمم

ومن عوارفه تهمي وعادته ... في ربّ بدأته تنمي على القدم

لأنت أشهر في رعي الذمام وفي ... حكم التكرّم من نار على علم

العبد عبدك في قرب وفي بعد ... وأنت مولاه إن تظعن وإن تقم

فمره يتبعك أو لا فاعتمده بما ... تجري به عادة الملّاك في الخدم

قال: وأنشدني لنفسه، وذكر أنه لا يوجد لها قافية رابعة من جنسها في الحلاوة [١] :


[١١٦]- انظر رقم: ١١٢ حيث ترجم ياقوت لأحمد بن علي بن يحيى وهو الذي يكنى بأبي عيسى؛ وقد ترجم الصفدي ٧: ٢٢٨ لواحد كنيته أبو عيسى وسماه أحمد بن علي بن هارون بن علي بن يحيى والمفروض أنه غير أبي الفتح الذي يترجم له ياقوت هنا؛ فأبو الفتح هذا ترجم له الخطيب ٤: ٣١٨ وذكره الثعالبي ٣: ٣٩٤ وهو الذي يروي عنه التنوخي (انظر النشوار ٣: ٢٠٤، ٢٨٤، ٢٨٥) ؛ وهناك أبو عيسى ابن المنجم (من رجال القرن الرابع ومن ندماء الصاحب) وهو الذي ترجم له الصفدي، كما ذكرت، وأشار إليه أبو حيان في الامتاع ١: ٥٦- ٥٧ وذكر أنه لا يقرض مصراعا ولا يزن بيتا ولا يذوق عروضا. وذكره في أخلاق الوزيرين: ١٦٠ (وأخطأ المعلّق في تحديد من هو المقصود هنا من بني المنجم) . ولعلّ أبا عيسى هو أحمد بن يحيى بن علي بن يحيى بن المنجم.
[١] أصل هذا في نشوار المحاضرة ٣: ٢٠٤ وذكر التنوخي أنها وردت أيضا في جزء آخر من كتابه (وقد وقعت في الجزء الرابع نقلا عن معجم الأدباء، فهو جزء مجموع) .

<<  <  ج: ص:  >  >>