أبو العباس الأديب النحوي المعروف بالصدر ابن الزاهد: مات في الثالث عشر من رجب سنة إحدى عشرة وستمائة وقد نيف على الثمانين، وكان له اختصاص عظيم بالشيخ أبي محمد ابن الخشاب لا يفارقه، فحصل منه علما جما، وصارت له يد باسطة في العربية واللغة، وكان قرأ قبله على أبي الفضل ابن الأشقر. وكان كيسا مطبوعا خفيف الروح حسن الفكاهة، وسمع من عبد الوهاب الأنماطي وابن الماندائي وغيرهما.
أنبأنا أبو عبد الله الدبيثي قال: أنشدني أبو العباس أحمد بن هبة الله الأديب لفظا، قال أنشدني الأمير أبو الفوارس سعد بن محمد الصيفي لنفسه «١» :
أجنّب أهل الأمر والنهي زورتي ... وأغشى امرءا في بيته وهو عاطل
وإني لسمح بالسلام لأشعث ... وعند الهمام القيل بالردّ باخل
وما ذاك من كبر ولكن سجية ... تعارض تيها عندهم وتساجل
ذكره العماد في الخريدة فقال «٢» : هو من الفقهاء بالنظامية، ذو الخاطر الوقاد «٣» ، والقريحة والانتقاد، وله يد في العربية والنحو، قرأ على شيخنا أبي محمد [ابن] الخشاب، وأنشدني لنفسه:
ومهفهف يسبيك خطّ عذاره ... ويريك ضوء البدر في أزراره