بأيّ قضية وبأيّ حكم ... ألحّا «١» في قطيعة واصلين
فما جاءا ولا بعثا رسولا ... ولا كانا لحقّ قاضيين «٢»
وان من المروءة أن يكونا ... لمن والاهما متواليين
فان نعتب فحقا غير أنا ... نجلّ على العتاب القاضيين
وأنفذ الرقعة إلى أبي عمر، فلما وقف عليها ألقاها إلى ولده أبي الحسين وقال:
أجبه فأنت أقوم بجواب هذا الكلام، فكتب إليه:
تجنّ واظلم فلست منتقلا ... عن خالص الودّ أيها الظالم
كتبت تشكو قطيعة سلفت ... وخلت أني لحبلكم صارم
تركت حقّ الوداع منصرفا ... وجئت تبغي زيارة القادم
كأنّ حقّي عليك مطّرح ... وحقّ ما تبتغيه لي لازم
أمران لم يذهبا على فطن ... وأنت بالحكم فيهما عالم
وبعد ذا فالعتاب من ثقة ... وصدره من حفيظة سالم
فلما وقف عليها ركب إليهما وعاد معهما إلى ما كان عليه من المصافاة.
[٨٦٩]
عمر بن محمد النسفي الحافظ-
ونسف هي نخشب بما وراء النهر-: كنيته أبو حفص، وصنف كتبا منها «كتاب القند في علماء سمرقند» ذكر فيه وقال:
وموسى بن عبد الله الأغماتي قدم علينا سنة ست عشرة وخمسمائة، وهو شاب فاضل، وبقي عندي أياما وكتب عني الكثير، ولأجله جمعت كتابا سميته «عجالة النخشبيّ لضيفه المغربي» وفيه قلت:
(٨٦٩) - هو عمر بن محمد بن أحمد، وكتابه «القند في معرفة علماء سمرقند» ينقل عنه ابن العديم في بغية الطلب (انظر مثلا ١: ١٥٧) .