للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأنشد له المبرد [١] :

ولي كبد مقروحة من يبيعني ... بها كبدا ليست بذات قروح

أباها عليّ الناس لا يشترونها ... ومن يشتري ذا علّة بصحيح

- ٤٠٥-

[الحسين بن هبة الله ضياء الدين أبو علي]

ابن زاهر الموصلي الملقب بدهن الحصى: أحد نحاة العصر، تصدر لإقراء العربية في بلده، وتقدم عند صاحب الموصل، ثم تغير عليه فرحل إلى الملك الناصر صلاح الدين، ثم وفد على ابنه في حلب فقربه ورتّب له معلوما على إقراء العربية. وكان أديبا شاعرا متفننا لقيته بحلب وبها مات سنة ثمان وستمائة.

ومن شعره:

مرضت ولي جيرة كلهم ... عن الرّشد في صحبتي حائد

فأصبحت في النقص مثل الذي ... ولا صلة لي ولا عائد

وقال:

يبتهج النّاس بأعيادهم ... لأجل ذبح أو لإفطار

وإنما عظم سروري بها ... للثم من أهوى بلا عار

أرقبها حولا إلى قابل ... لأنها غاية أوطاري

وقال:

وإني وإن أخّرت عنكم زيارتي ... لعذر فإني في المودة أوّل

فما الودّ تكرير الزيارة دائما ... ولكن على ما في القلوب المعوّل


[٤٠٥]- قد مرّت ترجمة الحسن بن عمرو الحلبي النحوي المعروف بابن دهن الحصى (أو الخصى) وهو معاصر للمترجم به هنا، وكلا الرحلين له صلة بحلب، وكلاهما نال جامكية من السلطان. وانظر:
بغية الوعاة ١: ٥٤١ (وهو ينقل عن البدر السافر للأدفوي) .
[١] أمالي المرتضى ١: ٤٣٦ والديوان: ٤٣ (وقد ينسبان لغيره) .

<<  <  ج: ص:  >  >>