كتاب معجم الأدباء = إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب

تتمة حرف الحاء - الحسين بن مطير بن مكمل الأسدي، - ج: 3 - ص: 1161

لقد كنت جلدا قبل أن توقد النوى ... على كبدي نارا بطيئا خمودها

ولو تركت نار الهوى لتصرّمت ... ولكنّ شوقا كلّ يوم وقودها

وقد كنت أرجو أن تموت صبابتي ... إذا قدمت أيامها وعهودها

فقد جعلت في حبة القلب والحشا ... عهاد الهوى تولى بشوق يعيدها

بمرتجة الأرداف هيف خصورها ... عذاب ثناياها عجاف قيودها [١]

وصفر تراقيها وحمر أكفها ... وسود نواصيها وبيض خدودها

مخصّرة الأوساط زانت عقودها ... بأحسن مما زيّنته عقودها

يمنّيننا حتى ترفّ قلوبنا ... رفيف الخزامى بات طلّ يجودها

وفيهن مقلاق الوشاح كأنها ... مهاة بتربان [٢] طويل عقودها

وكنت أذود العين أن ترد البكا ... فقد وردت ما كنت عنه أذودها

هل الله عاف عن ذنوب تسلّفت ... أم الله إن لم يعف عنها معيدها

وقال [٣] :

رأت رجلا أودى بوافر لحمه ... طلاب المعالي واكتساب المكارم

خفيف الحشا ضربا كأنّ ثيابه ... على قاطع من جوهر الهند صارم

فقلت لها لا تعجبنّ فإنني ... أرى سمن الفتيان إحدى المشائم

وأنشد له ابن قتيبة [٤] :

يضعّفني حلمي وكثرة جهلهم ... عليّ وأني لا أصول بجاهل

دفعتكم عنّي وما دفع راحة ... بشيء إذا لم تستعن بالأنامل

---

[١] هكذا في أمالي المرتضى؛ والقيود: أصل الأسنان فلعلّ وصفها بأنها عجاف له مغزاه عندهم، إذا صحت الرواية.
[٢] تربان: واد.
[٣] البيان والتبيين ٢: ١٧١ والديوان: ٧٤.
[٤] أمالي الزجاجي: ١٢٩ والديوان: ٦٩ (ونسبا في حماسة الخالديين ٢: ١٩٠ للأحوص بن جعفر وفي البيان ٣: ٣٣٥ لملاعب الأسنة) .