للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لو كان من لجج السواحل ماؤه ... لم يبق في لجج السواحل ماء

وقال ابن دريد: أنشدنا أبو حاتم السجستاني وعبد الرحمن بن أخي الأصمعي عن عمه للحسين بن مطير الأسدي، وقال عبد الرحمن قال عمي: لو كان شعر العرب هكذا ما أثم منشده [١] :

ألا حبّذا البيت الذي أنت هاجره ... وأنت بتلماح من الطرف ناظره

لأنك من بيت لعينيّ معجب ... وأملح في عيني من البيت عامره

أصدّ حياء ان يلمّ بي الهوى ... وفيك المنى لولا عدو أحاذره

وفيك حبيب النفس لو تستطيعه ... لمات الهوى والشوق حين تجاوره

فإن آته لم أنج إلا بظنّة ... وإن يأته غيري تنط بي جرائره

وكان حبيب النفس للقلب واترا ... وكيف يحبّ القلب من هو واتره

فإن يكن الأعداء أحموا كلامه ... علينا فلن تحمى علينا مناظره

أحبّك يا سلمى على غير ريبة ... ولا بأس في حبّ تعفّ سرائره

ويا عاذلي لولا نفاسة حبّها ... عليك لما باليت أنك خابره

بنفسي من لا بدّ أنّي هاجره ... ومن أنا في الميسور والعسر ذاكره

ومن قد لحاه الناس حتى اتقاهم ... ببغضي إلا ما تجنّ ضمائره

أحبّك حبا لن أعنّف بعده ... محبّا ولكنّي إذا ليم عاذره

لقد مات قبلي أول الحبّ فانقضى ... ولو متّ أضحى الحبّ قد مات آخره

كلامك يا سلمى وإن قلّ نافعي ... فلا تحسبي أني وإن قلّ حاقره

ألا لا أبالي أيّ حيّ تحملوا ... إذا إثمد البرقاء لم يخل حاضره

وحدث المرزباني عن الأخفش قال: أنشدنا أبو العباس ثعلب عن ابن الأعرابي لحسين بن مطير الأسدي [٢] :


[١] انظر أمالي المرتضى ١: ٤٣١ وتهذيب ابن عساكر وأمالي القالي ١: ٧٨ والزهرة: ١١٩ والديوان:
٥٤- ٥٧.
[٢] الديوان: ٤٤- ٤٧ (وفيه تخريج كثير) .

<<  <  ج: ص:  >  >>