للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحدث عبد الله بن جعفر عن جبلة بن محمد الكوفي عن أبيه قال: مررت بجنّاد مولى الغاضريين «١» وهو ينشد:

اعلم بأنّ الحقّ مركبه ... إلا على أهل التقى مستصعب

فاقدر بذرعك في الأمور فإنما ... رزق السلامة من لها يتسبب

فقلت: أبرقت يا جناد قال: وأنى ذلك؟ قلت: في هذين البيتين، قال: فلم يستبن ذلك، فتركته وانصرفت.

قال عبد الله: وإنما أنكر عليه أن البيت الأول ينقص من عروضه وتد والثاني تامّ، فكسره ولم يعلم، والعرب لا تغلط بمثل هذا، وإنما يغلطون بأن يدخلوا عروضين في ضرب واحد من الشعر لتشابههما، فاما هذا فالصواب فيه ان يقول:

اعلم بأن الحقّ مركب ظهره ... إلّا على أهل التقى مستصعب

ومعنى قوله «ابرقت» خلطت بيتا مكسورا ببيت صحيح، فصار كالحبل الأبرق على لونين، والبرقاء من الأرض والحجارة: ذات لونين سواد وبياض.

[٢٩٣]

[جنادة بن محمد بن الحسين الهروي]

، أبو أسامة اللغوي النحوي: عظيم القدر شائع الذكر عارف باللغة، أخذ عن أبي منصور الأزهري وروى عنه كتبه، وروى عن أبي أحمد العسكري ثم قدم مصر فأقام بها إلى أن قتله الحاكم من الملوك المصرية المنتسبة إلى العلويين في سنة تسع وتسعين وثلاثمائة، ذكر ذلك أبو محمد أحمد بن الحسين بن أحمد بن محمد بن عبد الرحمن الروذباري في تاريخه الذي ألفه في حوادث مصر. وأخذ عنه بمصر أبو سهل الهروي وغيره من أهل مصر وغيرهم وكان مجلسه بمصر في جامع المقياس «٢» ، وهو الذي فيه العمود الذي يعتبرون به زيادة النيل


[٢٩٣]- ابن خلكان ١: ٣٧٢ والوافي ١١: ١٩٢ وبغية الوعاة ١: ٤٨٨ والمقفى ٣: ٧٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>