للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- ١٣٤-

[أحمد بن كليب النحوي]

: صاحب أسلم، الأندلسيّين، ذكر أبو الفرج عبد الرحمن بن الجوزي في «المنتظم» ان أحمد بن كليب مات سنة ست وعشرين وأربعمائة، وذكر قصته التي أذكرها فيما بعد بعينها، ولا أدري من أين له هذه الوفاة، فإن الحميديّ ذكره في كتابه ولم يذكر وفاته. قال الحميدي: هو شاعر مشهور الشعر ولا سيما شعره في أسلم، وكان قد أفرط في حبّه حتى أدّاه ذلك إلى الموت، وخبره في ذلك طريف رواه محمد بن الحسن المذحجي قال: كنت أختلف في النحو إلى أبي عبد الله محمد بن خطاب النحويّ [١] في جماعة، وكان معنا عنده أبو الحسن أسلم بن أحمد بن سعيد ابن قاضي الجماعة أسلم بن عبد العزيز صاحب المزني والربيع، قال محمد بن الحسن: وكان من أجمل من رأته العيون، وكان يجيء معنا إلى محمد بن خطاب: أحمد بن كليب، وكان من أهل الأدب البارع والشعر الرائق، فاشتدّ كلفه بأسلم وفارق صبره، وصرّف فيه القول متسترا بذلك إلى أن فشت أشعاره فيه وجرت على الألسنة وتنوشدت في المحافل، فلعهدي بعرس وفيه زامر يزمر في البوق بقول أحمد بن كليب في أسلم:

أسلمني في هوا ... هـ أسلم هذا الرشا

غزال له مقلة ... يصيب بها من يشا

وشى بيننا حاسد ... سيسأل عمّا وشى

ولو شاء أن يرتشي ... على الوصل روحي ارتشى

فلما بلغ هذا المبلغ انقطع أسلم عن جميع مجالس الطلب ولزم بيته والجلوس


[١٣٤]- ترجمة أحمد بن كليب في إنباه الرواة ١: ٩٦ والبداية والنهاية ١٢: ٣٨ والنجوم الزاهرة ٤: ٢٨١ والوافي ٧: ٢٩٩ وبغية الوعاة ١: ٣٥٤ وقصته في عشقه لأسلم في صورتها الكاملة إنما هي رواية ابن حزم كما أوردها الحميدي في الجذوة: ١٣٤ (وبغية الملتمس رقم: ٤٦٢) وقد نقلت في المنتظم ٨: ٨٣ ومصارع العشاق ١: ٢٩٧- ٣٠٠ وتزيين الأسواق ٢: ٣٣٩.
[١] محمد بن خطاب، له ترجمة في الجذوة: ٥٠ وبغية الوعاة ١: ٩٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>