على ابن عبد الجبار بستة أيام في ذي القعدة سنة تسع وتسعين، ومكثت بقرطبة إلى سنة ثلاث وأربعمائة، وخرجت منها إلى الثغر فسكنت سرقسطة سبعة أعوام، ثم خرجت منها إلى الوطة ودخلت دانية سنة تسع وأربعمائة، ومضيت منها إلى ميرقة في تلك السنة نفسها فسكنتها ثمانية أعوام، ثم انصرفت إلى دانية سنة سبع عشرة وأربعمائة. قال أبو داود: وتوفي رضي الله عنه يوم الاثنين للنصف من شوال سنة أربع وأربعين وأربعمائة ودفن بالمقبرة عند باب اندارة وقد بلغ اثنتين وسبعين سنة.
[[٦٩٥] عثمان بن عبد الله بن إبراهيم بن محمد]
أبو عمرو الطرسوسي الكاتب القاضي: كان من الأدباء الفضلاء، رأيت بخطه الكثير من كتب الأدب والشعر، وجمع شعر جماعة من أهل عصره منهم أبو العباس الصفري وأبو العباس الناشىء وغيرهما من شعراء سيف الدولة وابنه شريف، وصنف كتبا منها: كتاب في أخبار الحجّاب.
وكان متقن الخط سريع الكتابة، وولي القضاء بمعرة النعمان، وسمع الحديث الكثير ورواه، فسمع بدمشق أبا علي محمد بن أحمد بن آدم الفزاري وأبا هاشم عبد الجبار بن عبد الصمد السلمي، وبأطرابلس خيثمة بن سليمان، وبطرسوس أبا عبد الله محمد بن عيسى التميمي البغدادي المعروف بابن العلاف وأبا بكر محمد بن سعيد بن الشفق وأبا الحسن أحمد بن محمد بن سلام الطرسوسي والقاضيين: أبا عمران موسى بن القاسم الأشيب وأبا العباس أحمد بن أبي بكر الطبري المعروف بالقاص «١» وأبا الفرج أحمد بن القاسم البغدادي الخشاب الحافظ وجماعة غير هؤلاء كثيرة.
[٦٩٥]- لأبي عمرو الطرسوسي ترجمة في مصورة ابن عساكر ١١: ١٢٥ ومختصر ابن منظور ١٦: ١٠٢ وقد عرف بكتابه سير الثغور وعنه ينقل ابن العديم في بغية الطلب كثيرا، انظر الجزء الأول من بغية الطلب وشذرات من كتب مفقودة ٣٧- ٤٨، ٤٣٩- ٤٥٩.