المقدم بها، وبلغ من فضل علمه أنه صنّف في بسم الله الرحمن الرحيم كتابا سماه «البسملة» ويقع في ثلاثمائة ورقة، وله في النحو والتصريف مصنفات لطيفة نافعة، وقد روى المزني عن إسحاق بن مسلم عن أبي سعيد الضرير.
[[٧٩٩] علي بن القاسم القاشاني الكاتب أبو الحسن:]
ذكره الثعالبيّ فقال: بقية مشيخة الكتاب المتقدمين في البراعة، المالكين أزمة البلاغة، المتوقلين في هضبات المجد، المترقين في درجات الفضل و [صاحب] الرسائل «١» الجيدة والأشعار الرائقة.
ومن رسائله: كتابي أطال الله بقاء مولاي وأنا متردّد بين جذل لتجدّد برّه في خطابه، وبين خجل من قوارع زجره وعتابه، فإذا خلّيت عنان أنسي في رياض مبارّه فرتعت، جاذبنيه لاعج الاشفاق من سوء ظنه فنزعت، ولو كنت جانيا «٢» لاعتذرت، أو كان سوء ظنه بي صادقا لاعترفت، ولعذت منه بحقوي كريم لا يبهظه «٣» اغتفار الجرائر، ولا يتعاظمه الصفح عن الكبائر.
فصل: علّقت هذه المخاطبة والأشغال تكتنفني، وكدّ الخاطر بأسباب شتى يقتسمني، ووراء ذلك كلال الذهن بارتقاء السن، ونقصان الخواطر بزيادة الشواغل، واستمرار البلادة لمفارقة العادة، ومولاي- والله يعيذه من السوء- مقتبل الشباب، زائد الأسباب، مؤتنف المخائل، متجدد الفضائل، إلى علم لا يدرك مضماره، ولا يشقّ غباره، فإذا حملني على مساجلته فقد عرضني للتكشف، وإن عرضني على محنة التتبع «٤» فقد سلبني ثوب التجمل.
[٧٩٩]- يتيمة الدهر ٢: ٣٣٠- ٣٣٥ (والترجمة كلها عن هذا المصدر) ؛ وفي ك: القاساني (بالسين المهملة) .