كتبت إلى أبي علي البغدادي القالي أستعير منه كتابا من «الغريب» وقلت:
بحقّ ريم مهفهف ... وصدغه المتعطّف
ابعث إليّ بجزء ... من «الغريب المصنّف»
قال فأجابني وقضى حاجتي:
وحقّ درّ تألّف ... بفيك أيّ تألّف
لأبعثن بما قد ... حوى الغريب المصنف
ولو بعثت بنفسي ... إليك ما كنت أسرف
[٢٥٠]
[إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن صالح بن عبد الرحمن]
الصفار أبو علي: علامة بالنحو واللغة، مذكور بالثقة والأمانة، صحب المبرد صحبة اشتهر بها وروى عنه، وسمع الكثير وروى الكثير، أدركه الدارقطني وقال: هو ثقة، صام أربعة وثمانين رمضان، وكان متعصّبا للسنة، مات فيما ذكره الخطيب سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة ومولده سنة تسع وأربعين ومائتين، ودفن مقابل «١» قبر معروف الكرخي، بينهما عرض الطريق، دون قبر أبي بكر الأدمي وأبي عمر الزاهد. قال أبو عبيد الله محمد بن عمران المرزباني: أنشدني الصفار لنفسه:
إذا زرتكم لقّيت أهلا ومرحبا ... وإن غبت حولا لا أرى منكم رسلا
وإن جئت لم أعدم ألا قد جفوتنا ... وقد كنت زوّارا فما بالنا نقلى
أفي الحقّ أن أرضى بذلك منكم ... بل الضيم أن أرضى بذا منكم فعلا
ولكنّني أعطي صفاء مودّتي ... لمن لا يرى يوما عليّ له فضلا
[٢٥٠]- ترجمته في تاريخ بغداد ٦: ٣٠٢- ٣٠٤ والمنتظم ٦: ٣٧١ وإنباه الرواة ١: ٢١١ ونزهة الألباء: ١٩٥ والبداية والنهاية ١١: ٢٢٦ وسير الذهبي ١٥: ٤٤٠ وعبر الذهبي ١: ٢٥٦ والوافي ٩: ٢٠٤ وبغية الوعاة ١: ٤٥٤ والشذرات ٢: ٣٥٨ والنجوم الزاهرة ٣: ٣٠٩.