أخبرها عنك. فقال: سلّم عليها، وقل لها، أنا أسنّ منها، فإنها أحدثت في زمني وعصري، وقد مضت برهة، ولا أرى أحدا يصليها، وإنما وردت من الشام، وتداولها الناس حتى أجروها مجرى ما ورد من الصلوات المأثورة.
كان بعض المعلمين يقرأ على الشيخ أبي محمد شيئا من الأدب فجاء فيه قول العجاج:
أطربا وأنت قنّسريّ ... وإنما يأتي الصبا الصبيّ
فقال المعلم: إنما يأتي الصبيّ الصبيّ. فقال له: هذا عندك في الكتاب، وفقك الله، وأما عندنا فلا. فاستحيا المعلم.
ومن تصانيفه: كتاب شرح اللمع إلى باب النداء في ثلاث مجلدات ضخمة رأيتها بخطه. كتاب شرح المقدمة التي ألفها الوزير ابن هبيرة. وبلغني أنه وصله بألف دينار حتى شرحها له. كتاب هادية الهادية في الرد على ابن بابشاذ في شرح الجمل.
كتاب الرد على أبي زكريا التبريزي في تهذيب «إصلاح المنطق» ، ردود على العنماء كثيرة، لم تتم إذا تأملها العالم عرف موضعه من العلم. كتاب ما غلط فيه أبو القاسم ابن الحريري في المقامات. كتاب المرتجل في شرح جمل عبد القاهر.
[[٦٣٨] عبد الله بن إسحاق بن سلام المكاري، أبو العباس:]
كان جيد العلم بالغريب والأشعار والرواية والآثار، فقيها شاعرا صدوقا، مات سنة إحدى وسبعين ومائتين.
وكان يتشيع. وهجا المتوكل بقصيدة «١» ، فأمر بقتله، فعوجل بالحادث عليه،
[٦٣٨]- هذه الترجمة من المختصر وانظر الفهرست: ١٢٦، ١٢٧ وقد ترجم له الصفدي تحت اسم «عبيد الله» (انظر ١٧: ٦٥) وعدّ له ابن النديم من الكتب: كتاب الأخبار والأنساب والسير؛ قال ابن النديم: رأيت بعضه ولم أره كاملا.